يجيء العيد، بعد العيد، محملاً بكل الجمال، والفرح، والشوق.. والحزن، وأطنان الذكرى، وأرواح مندسة في لحظات منسية، وعبارات تستعمر الرف العلوي من دولاب الذكرى، ووعود مصطفة في طوابير التحقيق، وابتسامات تتصنع البهجة، وغير هذا كثير من كل ألوان الاختلاف.. ولكل عيده، وحرفه الطرب، وكلماته التي لا تنتمي لسواه، لكن المحزن أن بعض الرسائل لم تصل، وبقيت معلقة في المساحة الواقعة بين النافذة والسماء، وهذه بعض الرسائل المعلقة على نوافذ الانتظار..
(1): أحلام مستغانمي.. "لا أتوقّع منك بطاقة، مثلك لا يكتب لي.. بل يكتبني، ابعث لي إذن عباءتك، لتعايدني عنك.. ابعث لي صوتك.. خبث ابتسامتك، مكيدة رائحتك.. لتنوب عنك... أغار من الأشياء التي يصنع حضوركَ عيدها كلّ يوم، لأنها على بساطتها تملك حقّ مُقاربتك، وعلى قرابتي بك، لا أملك سوى حقّ اشتياقك، ما نفع عيد.. لا ينفضح فيه الحبُّ بكَ؟"
(2): صباح الحكيم.. "العيد جاء.. ما زلت وحدي في الطريق، قلمي وكراسي ودمعي والشقاء، أمشي على رمش الرصيف، أبكي وتسمعني الأقاحي ثم يشدوني الحفيف، وتُذوِب الأشواق أهداب الكتاب..! يا فرحة الأطفال.. أنوار الحياة، يا أرض أحبابي ويا نبض الضياء، عيدي بعينك سوف يبقى خالدا، مهما يطل ذو الدرب أو يشقى اللقاء".
(3): غادة السمان.. "أن أحبك يعني أن أتصالح والقمر، والأشجار والفرح والعصافير، والعيد في وطني، أن أحبك يعني أنني أعلنت هدنة مع الحزن، وأعدت علاقاتي الدبلوماسية، ورقصة الليل في دمي... ابق كما أنت.. عيدا، ستسعد بك النساء جميعا، بدلا من أن تتعس امرأة واحدة!"
(4): نزار قباني.. "يا سيدتي.. لا تضطربي مثل الطائر في زمن الأعياد، لن يتغير شيء مني، لن يتوقف نهر الحب عن الجريان، لن يتوقف نبض القلب عن الخفقان، لن يتوقف حجل الشعر عن الطيران، حين يكون الحب كبيرا.. والمحبوبة قمرا.. لن يتحول هذا الحب، لحزمة قشٍ تأكلها النيران..". والسلام.