حين بدأت إعلانات "mbc مصر" تملأ شوارع القاهرة، حاملة صورة منى الشاذلي، كان اسم القناة على كل لسان. قادم جديد يحمل جينات غير مصرية، ترقُّب حذر من قبل المنافسين بين خوف وشك، أما خوفهم فهو على الحصة الإعلانية في أكبر أسواق المنطقة، وتوجّس من إرث mbc وأدبياتها، وقدرتها على المنافسة الشرسة، وأما شكهم فهو أن تكون mbc مثل سابقاتها التي حاولت غزو السوق المصري، فأنى لها أن تبيع الماء في حارة السقايين.. وأي سقايين!!

هناك ثقة لدى بعض الإعلاميين في مصر من أن موجة mbc لن تكون أعتى من موجة art التي تحطمت على صخرة "التمصير" القسري! ولكن الكثيرين أيضا يدركون أن mbc لن تكون صيدا سهلا، ولا منافسا ليّنا، لا يمكن احتواؤها ببساطة، ولا إقناعها بأن "تشبهنا". ومن المعلوم أن مصر "الإعلامية" تعاني نوعا من الفوقية تجاه الأشقاء، وتفاخر بأولوياتها في مجالات الإعلام التقليدي، المرئي والمسموع. وقد عشنا دهرا كانت فيه جميع الدول العربية تتسابق في عرض الأعمال المصرية، بينما لا تعرض القنوات المصرية أي عمل عربي مهما كان مستواه، وأذكر ذات سنة بعيدة خبرا عن تقديم المؤسسة الخليجية المنتجة لبرنامج الأطفال الشهير افتح يا سمسم للعرض – مجانا – على القناة المصرية التي اعتذرت بحجة أن عقلية الطفل المصري تفوق مستوى البرنامج!

mbc ما بعد استقرار مصر - الذي أراه وشيكا - تحدث دويّا في الشارع الإعلامي المصري، وترقبا لمعرفة مدى نجاحها في قراءة النفسية المصرية، واختراق الحصون المنيعة "ثقافيا واستثماريا".