طالب عدد من المعلمين بالاستفادة من التقنية الحديثة في تصحيح إجابات الطلاب خلال أيام الاختبارات، الأمر الذي يسهم في توفير الكثير من الجهد والوقت، ويحقق العدالة في نتائج الطلاب، وذلك من خلال اعتماد أجهزة التصحيح الآلي في مدارس التعليم العام كافة.
وقال المعلم محمد الحربي ـ معلم لغة عربية ـ إنهم في المرحلة الثانوية يواجهون مشقة كبيرة في تصحيح أوراق إجابات الطلاب، وأضاف: نستغرق في تصحيح الورقة الواحدة 3 دقائق إذا كانت الأسئلة حسب المواصفات المعتمدة من الوزارة، مما يستهلك وقتا طويلا في التصحيح، الذي يمتد في بعض الأحيان إلى 4 ساعات متواصلة حسب أعداد الطلاب في المدرسة، وحول التصحيح الآلي أوضح الحربي أنه يتمنى من الوزارة تفعيله العام القادم، خاصة في مرحلة الثانوية؛ لأنه سيخفف العبء على المعلمين، وكذلك يكون منصفا أكثر للطلاب "حسب قوله".
فيما أشار المعلم محمد الوابصي إلى أن التصحيح الآلي صعب تطبيقه في مدارس التعليم العام، معللا ذلك بأن إعداد أسئلته تحتاج لأستاذ متمرس ومتمكن في تخصصه، فأسئلة اختبارات القياس يضعها أساتذة كبار لهم باع طويل في هذا المجال، ولذا فهي تقيس قدرات عليا لدى الطالب، مبينا أن الحل يكمن في الاستغناء عن الاختبار "التحريري" الذي أضحى كابوسا على الطلاب، واستبداله بـ "التقويم المستمر" المطبق في المراحل الابتدائية منذ سنوات. وكان عدد كبير من مدارس المملكة يطبق التصحيح الآلي قبل أن يتم إيقافه من قبل وزراة التربية في شهر صفر الماضي، الأمر الذي شكل صدمة للكثير من العاملين بالميدان التربوي في حينه، إذ إن الكثير من المدارس تحملت كلفة "أجهزة" التصحيح والدعم الفني والتقني لها، بل تعدى الأمر إلى تخصيص بعض إدارات التعليم الكبرى كالمدينة وجدة فرق عمل وخطط للتوسع في هذا التوجه.
وزارة التربية بررت إيقاف التصحيح الآلي ـ بحسب تعميم صادر من مدير عام الاختبارات بالوزارة، تحتفظ "الوطن" بنسخة منه" ـ، بأنه يلغي كثيرا من المهارات كمهارة الكتابة لدى الطالب في المرحلة المتوسطة وبداية المرحلة الثانوية، إضافة إلى أنه يتطلب ضوابط ومعايير في البناء العلمي للأسئلة، بما يكفل تحقيق الأهداف من الاختبارات، والتي قد يفوتها كثير من المعلمين عندما يغلبون جانب سهولة التصحيح على تلك الأهداف. وطالبت الوزارة، بالتقيد بما ورد في دليل نظم وتعليمات الاختبارات في الوقت الحالي، وعندما تقوم الوزارة بأي إجراء في هذا الشأن سيتم إشعار الميدان به. "الوطن" تواصلت أمس مع المتحدث الرسمي لوزراة التربية والتعليم محمد الدخيني عبر الاتصال وإرسال رسائل نصية، إلا أنها لم تجد أي تجاوب حتى وقت إعداد هذا التقرير.