تتبع بلدة "الأَسَلة" إداريا لمدينة العمران في شرق الأحساء، ويسكنها قرابة الألف نسمة، وهي مع قدم تكونها ونشأتها ظلت لسنوات طوال على حالها القديم الذي يرثى له، فلا سفلتة ولا اهتمام بنظافة شوارعها المحدودة، ولا أرصفة تزين طرقها الصغيرة.

"الوطن" زارت البلدة الهادئة، واستمعت إلى مطالب بعض الأهالي، حيث قال المواطن أحمد المطوع إن ثمة خدمات تنقص بلدتهم المجاورة تماما لثلاث بلدات هي "العرامية، وأبو ثور، وقرية الرمل"، ويكاد الحال يتشابه في هذا المثلث القروي، فمنذ سنوات طالبنا بإعادة السفلتة لبعض الطرق، وإنشاء أخرى جديدة للشوارع الترابية، فجميعها متهالكة، خصوصا المؤدية إلى داخل أحياء وقرى مدينة العمران الأخرى، إضافة إلى عدم الاهتمام ومراقبة المقاولين المنفذين لمشاريع أخرى، فبعد الانتهاء من مشروعه تظل الحفر واضحة وإن أعيدت سفلتتها تكون بشكل سيئ، مما يؤدي إلى "حفر وتكسر في الأسفلت وبدون رقابة من الجهة المسؤولة".

وتابع المطوع "تقدم الأهالي بعدة خطابات إلى بلدية العمران بخصوص سفلتة الشوارع ولم نجد إلا وعودا من قبلهم، في الوقت الذي تملأ الأتربة والغبار شوارعنا".

فيما يروي أحمد الجمعة المعاناة التي يعيشها الأهالي من سوء إهمال المقاول المتعهد بالنظافة، فأي شارع لا يكاد يخلو من "النفايات والأوراق والبلاستيكيات والكراتين" التي تتناثر في كل مكان وتتلاعب بها الرياح وتنقلها من حارة إلى حارة، هكذا يبدو المشهد اليومي عندنا، ناهيك عن الغبار الناعم الذي يتضايق منه الأصحاء فضلا عن مرضى الجهاز التنفسي، وإلى جانب ذلك فنحن نعيش في قرية صغيرة محاطة بالنخيل من كل جانب، لأن الأجداد بنوا البلدة القديمة وسط النخيل التي كانوا يعتاشون منها، ولذا فإن المصارف الزراعية المحيطة بالبلدة تحتاج إلى تطهير بين الحين والآخر لنتخلص من البعوض والحشرات التي تجذبها أنوار المنازل فتمتلئ منها الغرف، ويتعرض الأطفال إلى لسعات تلك الحشرات.

وأشار الجمعة إلى وجود أراضٍ فضاء مملوكة كانت في الأساس مزارع وتحولت إلى "خربة" ترمى في فيها الأنقاض والأوساخ، وتجاور هذه الأراضي البيوت، مشكلة خطرا صحيا على ساكنيها، في الوقت الذي يمر عليها عمال النظافة دون أن يلتفتوا عليها، ومع مرور الزمن نسيت تماما وظلت تتراكم فيها النفايات، وهي في وسط البلدة، مطالبا الجهات المسؤولة بمراقبة عمال النظافة حفاظا على المنظر العام، فغالبيتهم مشغولون بجمع العلب المعدنية الفارغة، أو التنظيف عند الإشارات الضوئية لاستعطاف المارة والتصدق عليهم بالمال.

من جانبه، أكد رئيس المجلس البلدي في الأحساء ناهض الجبر لـ"الوطن"، أن المجلس زار معظم البلدات التابعة لمدينة العمران في وقت سابق، ووقف على احتياجاتها الأساسية وتم رفعها للأمانة، وفي الوقت الحالي ضاعفت أمانة الأحساء ميزانية بلدية العمران والجفر، من أجل تطوير تلك البلدات التابعة لها، أما من ناحية النظافة فخلال شهر تقريبا ستتغير نظافة تلك البلدات تماما وهو ما سيلاحظه الأهالي تدريجيا.