دعا المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إلى تعظيم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظها. وقال إن الله سبحانه وتعالى عظم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فأمر بالوقوف عند أمره ونهيه عليه الصلاة والسلام طاعة وامتثالاً.
وأضاف في كلمة وجهها إلي من يراه من عموم المسلمين أمس، أن الله عز وجل أنزل الذكر الذي هو القرآن الكريم وتكفَّل سبحانه بحفظه، كما في قوله تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر: 9، ومن حفظ القرآن الكريم حفظ سنة نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم المبينة له والتي هي من الوحي لقوله تعالى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) النجم: 3 - 4.
ومن حفظ السنة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، أنْ قيَّض لها الحفاظ المتقنين، فنقلوها طبقة عن طبقة حتى أثبتها حفاظ السنة في كتب المسانيد والجوامع والمستخرجات والأجزاء والفوائد، وميزوا في كتبهم الصحيح من الضعيف، وما كان على الجادة مما يرويه الثقات من الشاذ والمنكر فاستبانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك من تتمات البلاغ المبين الذي أوتيه عليه الصلاة والسلام، ومن قيام الأمة بواجبها نحوه امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم "نضر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه".
وقال ابن القيم رحمه الله: فحذر المؤمنين من حبوط أعمالهم بالجهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجهر بعضهم لبعض، وليس هذا بردة، بل معصية تحبط العمل، وصاحبها لا يشعر بها، فما الظن بمن قدَّم على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه وطريقة قول غيره وهديه وطريقه؟ أليس هذا قد حبط عمله وهو لا يشعر.
وكما أمر الله سبحانه باتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتعظيمها، فلقد أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليه وأخبر أن في تعظيم السنة النجاة عند وقوع الاختلاف بين الأمة.