عبدالله يحيى النخيفي
.. وبعد مرور سنتين ونيف على وصول شرارة الربيع العربي إلى أرض سورية، وبعد أن صار الحسم العسكري مستحيلا فيما يبدو مع تعنت النظام، وفي ظل الدعم الروسي والإيراني والصيني، عسكريا وسياسيا، وفي ظل انقسام المعارضة فيما بينها، وإعلان فصيل من الفصائل المقاتلة للنظام تبعيته لتنظيم القاعدة.. سأطرح هذا السؤال على كل عاقل ذي لب: هل الحل السياسي مستحيل في القضية السورية؟.
في رأيي الأزمة بحاجة لقرار شجاع وحكيم، ينطلق وينبع من روح المسؤولية التي لا تستسلم لآراء العامة والدهماء والمجيشين دون أدنى مسؤولية! نحن بحاجة في هذه المرحلة الحرجة لقائد يحمل هم الأمة، ويعيد للبيت العربي أمنه القومي، الذي أنهك بعد ما أطل علينا ما يسمى بالربيع العربي!.
أعلم يقينا بديكتاتورية النظام السوري وظلمه لشعبه، وأعلم كذلك أن المعارضة ـ ومنذ بداية الثورة ـ لم تتحد وتنسجم لا في الداخل، ولا في الخارج.. وأعلم كذلك، أنه لو ترك المجال لهواة الحروب وتجارها، فلن يوجد أمل لإطفاء نار الحرب فيها!.
إن المواطن السوري هو من يدفع ضريبة تلك الحرب من دمه ولحمه وعرضه ومقدراته، وإلى متى يا ترى؟ سؤال يتجدد تلقائيا... إلى متى تستمر الحرب في سورية؟ هل يمكن إيجاد رؤية سياسية تحمل حلا مسؤولا.. يضع فوق عاتقه تقدير الموقف بشكل إنساني بعيدا عن شرور الثأرات والقتل للقتل!.
ماذا لو جاءت مبادرة سياسية تقوم على: أولا: أن يتم إيقاف الحرب فورا من قبل الجيش الحر وجيش النظام، وبمتابعة دولية تكون الأمم المتحدة مسؤولة عنها مع الدول الكبرى. ثانيا: إيجاد مناخات ديموقراطية وبإشراف أممي تتصدره الأمم المتحدة وأميركا وروسيا وفرنسا والصين والمملكة العربية السعودية وإيران من أجل التجهيز لعقد انتخابات في العام 2014.. وتضمن نتائجها الدول المشرفة على الانتخابات. الشعب تحمل هذا النظام منذ مطلع السبعينات في القرن الماضي وإلى مارس 2011.. ألا يستطيع هذا الشعب أن يصبر لعام 2014..؟!؛ ليسقط هذا النظام بشكل ديموقراطي. يجب ألا يقود المنطقة العبثيون وتجار الدم وتجار الحروب وإعلاميو الدمار والهلاك، يجب أن يظهر صوت الحكمة حتى لو كان الألم كبيرا.