ما كتبته هنا قبل أيام من عيد أضحى العام الماضي ما زال قائما، حيث حال الأمة كما هو عليه، والوضع في سورية كما هو، وكنت قد لمت من يتذمرون ويشكون ويتحسرون مرددين عبارات على وزن (ليت العيد طل علينا و"احنا" في وضع أفضل، ليت العيد "جانا" و"احنا" في حال غير حالنا، "وشلون نعيد" ودم إخواننا في سورية ينزف).

وقلت دع عنك ما تشكو منه داخليا، وما تتألم منه خارجيا، واعلم أن الدنيا لا تخلو من المنغصات، واغتنم أيام العيد؛ لتدخل البهجة على أسرتك وعلى والديك وعلى أطفالك وعلى كل من تحب.

وزع ابتساماتك، وكلماتك الجميلة هنا وهناك، وادعُ لمن آلمك حالهم بالنصرة والرحمة وأن يفرج الله عنهم كربهم.

في العيد هناك من يجيد الفرح والسعادة والترفيه وهناك من ليس له من العيد إلا نوم وتعاسة ونفس (خايسة).

وأضفت قائلا "ستسمع من يقول (زهق)، وستسمع من يقول (طفش)، وستسمع غيرهما يقولون (وين نروح) وستسمع أسئلة ساخرة وعبارات متذمرة، لكنك لن تجد إلا القليل ممن يتقنون صناعة الفرح وإجادة المتعة بما أحل الله لنا في أعيادنا.

فالكل كما ذكرت يشكو والكل يتذمر، ولا أحد من أولئك يفكر في كسر حالة الشكوى وتحويلها إلى مشروع ينبض بالحياة عبر برامج أسرية داخل المنازل أو على الشواطئ أو في المزارع أو في الحدائق العامة لنكسر حالة الجمود المعتادة إلى حالة تشع فرحا وسعادة.

لنجرب في أول أيام العيد أو في اليوم الثاني والثالث بل وفي معظم أيام العطلة الدراسية والحكومية أن نستثمر مثل هذه المناسبات لندخل السرور إلى أنفسنا وإلى أسرنا وكل من حولنا فالعيد أكل وذكر وسعادة.

أقول رغم بقاء وضع الأمة كما هو إن لم يزدد سوءا عن العام الماضي، لكن ما أفرحني أنني وجدت استجابة من البعض لما كتبت والبعض أفادني أن دعوتي للفرح لاقت استجابة في نفسه وبادر في الأخذ ببعض الأفكار التي طرحتها، وآخر قال لي استثمرنا العيد لنقيم حفل تكريم كبيرا لوالدتنا تضمن شراء هدايا لها من الأبناء والأحفاد وكان له أثر كبير ليس على نفسية والدتنا فقط بل علينا كلنا، وثالث قال لي إنه بادر إلى شراء هدايا لزوجته وأبنائه ثم تفاجأ أن زوجته وأبناءه قد بادروا أيضا بشراء هدايا له، ورابع قال دعوت كافة أسرتي لمزرعتي الخاصة وأقمت حفلا لهم تخلله الكثير من الفقرات الترفيهية.

أنا على يقين أن هناك عددا ليس بقليل بادروا بصناعة الفرح لهم ولأسرهم في العيد وهذا ما شجعني للتذكير مجددا بما طالبت بالقيام به في أيام العيد، وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.