استنفر الجيش الإسرائيلي قواته أمس على طول الحدود الجنوبية في أعقاب ما تردد عن سقوط صاروخ كاتيوشا ليلاً في محور المطلة، وعلى الفور قام الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة "يونيفيل" بزيادة من وتيرة أعمال المراقبة تحسباً لأي تطورات عسكرية. وقالت متحدثة عسكرية إسرائيلية "سمع صوت انفجار. الجنود يمشطون المنطقة. وما زال يجري التحري عن سبب الانفجار." وأشار مصدر عسكري آخر إلى أنه من المحتمل أن يكون الانفجار ناجما عن قذيفة مورتر، وأكد أن الجيش يجري تحقيقاً في الأمر لمعرفة الحقائق.

وقال سكان في بلدة مرجعيون اللبنانية التي تقع على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود إنهم سمعوا بوضوح صوت إطلاق الصاروخ من البلدة. وكانت قوات تابعة لجيش الاحتلال قد قامت بتحركات مكثَّفة على طول الخط الممتد من محور المطلة وصولاً حتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا، حيث شوهدت عشرات المدرَّعات وهي تجوب الخط الحدودي. كما قامت طائرات إسرائيلية بالتحليق فوق مزارع شبعا ومناطق العرقوب.

من جهة أخرى سيطر الهدوء التام أمس على مختلف محاور الاشتباكات التقليدية في طرابلس، ولاسيما في مناطق التبانة، جبل محسن، بعد انتشار الجيش في مختلف هذه المناطق وإقامته حواجز ثابتة وتسييره لدوريات مؤللة، فيما انسحب المقاتلون وأزيلت كافة المظاهر المسلحة. كما فتح الطريق الدولي الذي يربط طرابلس عكار بعد إغلاقه بسبب أعمال القنص. وبدأ عدد كبير من الأهالي العودة إلى منازلهم وتفقد ممتلكاتهم، ليتكشف حجم الدمار الهائل الذي لحق بالأبنية والسيارات، فضلاً عن عدد من المنازل والمحال التي التهمتها النيران. وكان شخص قد قتل فجر أمس، مما يرفع إلى 31 قتيلاً حصيلة أعمال العنف المستمرة منذ أسبوع، كما أصيب 5 أشخاص آخرون. وأوضح مصدر عسكري أن جولة العنف الأخيرة في المدينة تسببت في مقتل 4 من جنود الجيش اللبناني وإصابة 50 آخرين بجروح.