أقدمت نحو 70 مجندة من مجندات قوات الاحتلال بلباسهن العسكري بالإضافة إلى نحو 10 من عناصر مخابرات الاحتلال و25 مستوطنا على اقتحام المسجد الأقصى المبارك أمس من خلال باب المغاربة، وتوزعوا على فرق في أنحاء متفرقة من المسجد، وسط رفض من قبل المصلين وطلاب مساطب العلم المنتشرين في المسجد، حيث تعالت أصوات التكبير والتهليل تعبيراً عن هذا الرفض. وأشارت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إلى تزايد عمليات اقتحام الأقصى خلال الأيام الأخيرة بواسطة عناصر من مخابرات الاحتلال والمستوطنين، بالتزامن مع تقديم طلبات من قبل منظمات يهودية لوزير الأديان لإنارة الشموع في قبة الصخرة المشرفة. وأدانت المؤسسة بشدة اعتداء قوات الاحتلال على حراس وسدنة المسجد المبارك، ووجَّهت لهم التحية لجهودهم لحماية الأقصى والدفاع عنه، رغم كل المضايقات التي تواجههم.
وفي إطار جهود الحل السياسي قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"الوطن" إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يريد أن تركز مفاوضات السلام في مرحلتها الأولى على قضيتي الأمن والحدود. وإن كيري الذي ما زال يعكف على وضع اللمسات الأخيرة على مبادرته التي يرجَّح تقديمها خلال أسبوعين، يريد أن تجري المفاوضات حول هاتين القضيتين لمدة 6 أشهر في مسعى للتوصل إلى اتفاق حول حدود الدولة الفلسطينية خلال تلك الفترة. وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها أن كيري لم يحصل بعد على التزام إسرائيلي بوقف شامل للاستيطان، وإنما على وقف جزئي غير واضح، ومع ذلك فإنه يشجع الجانب الفلسطيني على الذهاب للمفاوضات باعتبار أن حل موضوع الحدود سيؤدي تلقائياً إلى وقف الاستيطان.
وكشف الوزير الأميركي عن الجانب الاقتصادي من الإطار الذي يعمل على صياغته، مشيراً إلى أن الحديث يدور عن مشاريع استثمارية بقيمة 4 مليارات دولار في مجالات متعددة بما يزيد إجمالي الناتج المحلي الفلسطيني بنسبة تصل إلى 50% خلال 3 سنوات ويخفض البطالة بنسبة الثلثين. ولكن كيري شدد في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي أمس على أن المسار السياسي هو الأساس، وقال "لا يوجد ازدهار اقتصادي دون عملية سياسية تؤدي للسلام والاستقرار، والمنهج الاقتصادي ليس بديلاً عن السياسي الذي سيبقى على رأس أولوياتنا".