مهنا هائل المهوس
كلنا يطمح لتحقيق مبدأ الجودة في أغلب مجالات حياتنا، ولكن لا بد أن نعي جيداً أنها تتطلب منا تحسباً مستمراً وعملاً منظماً وجدية في العمل والأهم من كل ذلك وجود الدافع والمحفز.
فهناك دلالات واضحة على تأكيد الدين الإسلامي للأخذ بمبدأ الجودة الشاملة في قوله تعالى: "إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً"، وحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب من العامل إذا عمل عملاً أن يتقنه".
وقد ارتبط مصطلح الجودة في الإسلام بمفردات ومفاهيم أخرى ذات علاقة، ولعل أبرز هذه المصطلحات هي: الإحسان، والإتقان، والإصلاح. وعندما نتجه إلى الهدف الرئيس من إدارة الجودة الشاملة: هو إرضاء المستفيد –الطالب- المستهلك- المواطن..
إن مفهوم الجودة الشاملة في التعليم له معنيان مترابطان: أحدهما واقعي والآخر حسي، فالواقعي يعني التزام المؤسسة التعليمية بإنجاز مؤشرات ومعايير حقيقية متعارف عليها، أما المعنى الحسي للجودة فيتركز على مشاعر مُتلقي الخدمة التعليمية وأحاسيسه كالطلاب وأولياء الأمور، وعندما يشعر المستفيد أن ما يُقدمُ له خدمات يناسب توقعاته ويلبي احتياجاته الذاتية، يمكن القول إن المؤسسة التعليمية قد نجحت. ولضمان تحسين الجودة يجب اتباع ما يلي:
التخطيط الاستراتيجي للجودة، التزام الإدارة العليا بتطبيق مفاهيم الجودة، التدريب، المشاركة والتمكين، تقبل مفاهيم الجودة، منع الأخطاء قبل حدوثها، التركيز على المستفيدين وتحفيزهم، التحسين المستمر، القياس والتحليل.
ولضمان نجاح تطبيق الجودة الشاملة يجب أن يعمل القائد على تفويض القيادة للأشخاص الذين يمتلكون القدرة على الاهتمام بتحسين العمليات وعلى معالجة المواقف والقدرة على جمع البيانات والمعلومات والتعامل مع الحقائق.
وفي الختام إن نشر ثقافة الجودة الشاملة في التعليم على الهيئة الإدارية والتدريسية والطلاب والطالبات وأولياء الأمور يهدف لخلق بيئة مثقفة واعية تدعم وتحافظ على التطوير المستمر قوامها إشراك جميع العاملين في التطوير لتحسين نوعية المخرجات.