للمرة الثانية خلال أقل من 72 ساعة يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وسيتم الاجتماع هذه المرة في العاصمة الأردنية عمان. وأكدت مصادر مطلعة لـ"الوطن" أن الأخير لم يقدم حتى الآن الإطار الذي بدأ بوضع تفاصيله من خلال سلسلة من الاجتماعات مع عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ نهاية مارس الماضي. وتوقع مسؤول فلسطيني كبير ـ رفض الكشف عن اسمه ـ "أن يقدم كيري الإطار في غضون أسبوعين".

وكان وكيري وصل أمس إلى الجانب الأردني من البحر الميت للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يشارك فيه أيضا الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الإسرائيلي شمعون بيريز. ورغم طبيعة المنتدى الاقتصادية إلا أن العامل السياسي كان حاضرا بقوة، إذ شارك العشرات من رجال الأعمال الإسرائيليين، الذين طالبوا بوجوب إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام كمدخل للتنمية الاقتصادية. وقال بيريز في كلمته أمام المنتدى "هذا هو وقت السلام، وأعتقد أن هذه هي الرغبة العامة والخيار الواضح، وبتكليف كيري والرغبة الشعبية في إنهاء النزاع علينا ألا نيأس؛ لأن السلام مطلب ملح والحل الحقيقي يكمن في وجود دولتين تعيشان بسلام وكرامة. وهذه فرصة حقيقية لإعادة التأكيد على رغبتنا وعدم إضاعة الوقت والعودة للمفاوضات واستكمال عملية السلام مع الفلسطينيين على أساس دولتين لشعبين".

من جهة أخرى استمرت سلطات الاحتلال في سياسة هدم منازل الفلسطينيين، إذ هدمت أمس منزلا و 6 مبان أخرى في القدس الشرقية والمنطقة (ج) بالضفة الغربية بزعم عدم حصولها على تراخيص بناء، مما أدى إلى تهجير 18 شخصا. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالأراضي الفلسطينية (أوتشا) أمس إن المباني المهدمة في القدس الشرقية هي مبنى سكني في مخيم شعفاط للاجئين، ومبنى تجاري في الشيخ جراح، بينما المباني في المنطقة (ج) شملت خمس مبان تجارية في قرية برطعة الشرقية بجنين وبئر مياه زراعي في قرية عقربا بنابلس.

وسجلت (أوتشا) 9 حوادث متصلة بالمستوطنين أدت إلى تضرر الفلسطينيين وممتلكاتهم، مشيرة إلى إصابة ما لا يقل عن 270 فلسطينيا على يد إسرائيل خلال المظاهرات والاشتباكات في الضفة الغربية التي نظمت لإحياء ذكرى النكبة. وبينت أن القوات البحرية الإسرائيلية أطلقت نيرانها التحذيرية باتجاه صيادي الأسماك الفلسطينيين؛ لإجبارهم على العودة إلى الشاطئ، وأن القوات الإسرائيلية اعتقلت صيادي الأسماك وصادرت قواربهم قبل أن تفرج عنهم لاحقا.