أكد عضو مجلس الشؤون الخارجية بوزارة الخارجية الأميركية والي نصر، أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجرى الشهر المقبل لن تؤثر على مسار المفاوضات بين طهران ومجموعة (5+1) حول البرنامج النووي الإيراني، وأنها لن تقدم نقطة تحول من أي نوع للسياسات الإيرانية الراهنة.

وأضاف نصر، الذي يعمل أيضا عميدا لدراسات الشؤون العالمية العليا بجامعة جون هوبكنز: "لدينا طرفان أساسيان في مفاوضات النووي. الطرف الأول هو الإدارة الأميركية ولا يوجد أي دليل على تبدل مواقفها وسياساتها تجاه إيران، والثاني هو إيران، ولن يحدث أيضا أي تغيير لديها. إن الانتخابات ليست انتخابات بالمعنى المفهوم عالميا. النظام لديه آليات كثيرة تعمل كمصفاة لتنقية المرشحين من أولئك الذين يحتمل أن يتبنوا موقفا مغايرا لموقف المرشد علي خامنئي. والنتيجة هي استبعاد من يمكن أن يظهر أية قدرة على الاستقلال حتى وإن كانت مفترضة. والمشكلات التي كانت موجودة في إيران ستظل موجودة كما هي بعد الانتخابات. وتوقع أي تغيير في مواقف طهران بعد الانتخابات يفترض وزنا أكبر من الحقيقة للرئيس المقبل".

وتابع نصر: "أن الموقف الأميركي لا يخلو بدوره من النواقص. فليس هناك اتساق في الخط المتبع تجاه طهران. فقد واصلت الإدارة استخدامها لسلاح العقوبات والتهديد باستخدام القوة دون أن يصدق أحد أنها ستستخدمها بالفعل، وفي نفس الوقت واصلت أيضا الحديث عن المفاوضات والاشتباك الدبلوماسي. كان من الضروري مساندة أي نهج نتبعه بما يكفل له أن يكون فعالا. وهذا لم يحدث حتى الآن. لذا فإننا نرى هذه المراوحة في دائرة مغلقة لا يطرح أحد منفذا متماسكا منها". واستطرد: "لقد ضيعنا فرصة قبول إيران بالتخلي عن اليورانيوم منخفض التخصيب مقابل إزالة تدريجية للعقوبات. وانتهت ثلاث جولات كبرى من المفاوضات إلى لا شيء. وكان كل ما قدمناه هو عرض ببيع قطع غيار طائرات شحن قديمة ولا شيء آخر. لقد كان بوسعنا نزع فتيل الأزمة في وقت مبكر دون أن نتخلى بالضرورة عن مواصلة عزل إيران دبلوماسيا لأسباب أخرى مثل الدلائل التي تقدم عن دعمها لمنظمات نعتبرها إرهابية. ولم أعتقد أبدا أن تلك السياسات التي توضع بالجملة وتشمل كل شيء أن تكون ناجحة. العقدة هي وضع سياسة مرنة قادرة على أن تستجيب لأمر دون أن تتخلى عن آخر. لكننا آثرنا أن نضع كل شيء في سلة واحدة".

واختتم بالقول: "إن الانتخابات لم تعد حدثا جوهريا بعد الاستبعادات الأخيرة لبعض المرشحين من السباق. كان هناك بعض الأوهام عن أن النظام سيدير سباقا عادلا. إننا نعود الآن إلى ما كنا عليه. وما لم نطرح تصورا جريئا ومرنا لحل المواجهة فإن الأمور ستتطور إلى الأسوأ ".