لست هنا للتعليق على استحقاق العقوبة التي صدرت بحق جماهير الهلال أو رئيس نادي الأهلي الأمير فهد بن خالد، وحيثياتها القانونية، أو ثغراتها التي يمكن للاستئناف أن يمر منها، بل على أسلوب رجل يمسك بميزان عدالة رياضتنا، لم يتمالك نفسه أمام سؤال مؤدب من الزملاء في برنامج (بين اثنين)، فاضطر معه للهروب من السؤال بارتكاب (مخالفة) إعلان عقوبة عبر برنامج رياضي لم يبلغ أصحابها بها بعد!.
وأمام رئيس لجنة يتناقض في مداخلة لم تتجاوز الدقائق عدة مرات، حين يقول إن لجنته غير مطالبة بمتابعة كل المباريات سوى الجماهيرية منها، وأنها تبني على ما يردها من تقارير الحكام والمراقبين، في حين برر (في ذات المداخلة)، تأخير عقوبة الهلال، بانتظار اللجنة وصول الشريط من المصدر الناقل رغم عدم تدوينها في تقارير المراقبين!.
يحدث هذا مع العلم بأنه سبق للجنته رفض اعتراض الاتحاد بشأن ذات القضية شكلا لتجاوز المدة، فهل عاد الزمان ودوّن المراقب ما يدين الهلال، أم أن الاتحاد استدرك الوقت وتقدم باعتراضه صبيحة اليوم التالي للمخالفة؟.
المشكله أن هذه القضية التي جاءت في بداية عمل لجنة الانضباط، ستجعلها تحت مجهر مطالب المساواة التي لم ولن تنتهي، ولن تستطيع تنفيذها اللجنة (بأعضائها الأربعة) ولو حرصت على ذلك، ناهيك عن ملفات الماضي (التويتري) للرئيس، والتي فتحت على مصراعيها بعد هذه القضية التي لن يستطيع إغلاقها ولو بتقديم الاستقالة، فقد سبق السيف العذل. ويبدو أن رياضتنا ما زالت تعاني ممن لا يفهم طبيعة ثقافتها ولا أيدلوجيات عقليتها، وكأنه كان يعيش في كوكب آخر قبل تبوئه لمنصب رسمي فيها!.