تحولت الأمسية الشعرية التي نظمها نادي جازان الأدبي أول من أمس لليلة جدل حول واقع النادي، بعد حظر المداخلات والاكتفاء بإلقاء الشعر فقط في الأمسية، وهو ما أثار حفيظة عدد من أعضاء الجمعية العمومية، مطالبين بإتاحة الفرصة للحديث عن قضايا النادي وإشكالاته، إذ تزامنت الأمسية مع وجود مدير عام الأندية الأدبية حسين بافقيه. وكان عبدالرحمن موكلي، أول المعترضين واصفا الأمسية بـ"الهروب من نقاش قضايا النادي"، وقال بعد إلغاء الحظر وإتاحة المداخلات: "لست ضد الشعراء ولكن يجب أن نكون واقعيين وصادقين مع أنفسنا بلا تهرب، فقد حضرنا لنقاش قضية النادي، ولا يوجد خلاف بيننا كأشخاص، بل خلافنا حول النادي ويجب فتح باب النقاش، وإذا لم نصل لحل فالمحاكم أمامنا".

وهو ما دفع بافقيه للتعليق قائلا: لنذهب إلى القضاء والمحاكم فهو حق مشروع وليس عيبا الذهاب إليها، لافتا إلى أنه متى ما لجأنا إلى المحاكم فعلينا ألا نوقف نشاط النادي، متسائلا: ما ذنب الجمهور ممن يرغبون الاستفادة من أنشطة الأندية ويجدونها مقفلة، فالأندية ليست ملكا للمثقفين والأدباء. وطالب بافقيه باحترام القضاء حين يفصل في أي قضية، مؤكدا أن على وزارة الثقافة والإعلام أن تذعن لحكم القضاء، وحتى ذلك الحين ينبغي أن تستمر رسالة النادي، وتساءل بافقيه إذا استمر القضاء لسنتين فهل من المعقول أن نترك النادي مقفلا مدة سنتين؟، لافتا إلى أن العام القادم ستمر على أدبي جازان أربعون عاما منذ تأسيسه فهل سنحتفل بهذه المناسبة في بيوتنا؟، مضيفا أنه إذا صدر حكم من القضاء بحل المجلس فليحل المجلس.

وأكد بافقيه في مداخلته أن الاختلاف بين مثقفي جازان مختلف وله طعمه، مضيفا "أحيي الجمعية العمومية بأدبي جازان فهي الجمعية الوحيدة في الأندية الأدبية التي قامت بدورها"، مضيفا أن الجمعية العمومية هي من يراقب نشاط المجلس ولا ينبغي أن تكون صورية، مشيدا بمثقفي جازان الذين أدوا دور الناقد والمراقب حين علت أصواتهم، موضحا أنه لا ثقافة دون ذلك الحراك، وشدد بافقيه على أنه لا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف إغلاق النادي وتوقفه عن الحراك.

وقال بافقيه: "أعرف جيدا أن المثقف يسعى إلى ثقافة تعلي من شأن الديموقراطية وأن يكون للمواطن صوت، ولكن حين يمنح المواطن هذا الصوت فلا ينبغي أن نحل ثقافة التعيين محل ثقافة الانتخابات"، موضحا قرأت في الصحف أن بعض الأفكار تدعو وزارة الثقافة لتعيين مجلس استشاري عمره 6 أشهر حتى تتم الانتخابات الجديدة، واستغرب بافقيه هل نريد أن نكرر تجربة نادي المنطقة الشرقية؟، مؤكدا أن مجلس إدارة منتخبا وضعيفا أهم بمراحل من مجلس إدارة معين ولو كان قويا، الانتخاب يمثل رأي الناخب والتعيين يمثل رأي المسؤول وأتشرف أن أكون عضوا في ناد انتخبني، ولا أتشرف أن أكون عضوا في مجلس إدارة بقرار من مسؤول.

فيما دعا الموكلي الأدباء إلى تجاوز ما وصفه بالسواد في القلوب، وأن جازان التي أنجبت السنوسي والنعمي قادرة على إنجاب الكثيرين، وقال أحمد السيد عطيف، إن هناك من يتباكى على ماضي النادي، مؤكدا أن الخلافات لا تضر الثقافة، وأن الشعر ينمو بالنادي وبدونه، علينا ألا نخلط بين الثقافة والنادي وألا نبخس أنفسنا حقها، فهناك من الشعراء اليوم من هو أفضل من السنوسي ومن المؤرخين الآن من هو أفضل من العقيلي، لافتا إلى أن ما حصل من اختلاف حول النادي لا يمس المثقفين بشيء، وأن الخلاف شيء جميل. فيما أكد عمر طاهر زيلع أن النادي للجميع وأن الخلافات أحادية وفردية وهي على الإدارة لا الثقافة.

وعلق زيلع على مداخلة عطيف بأن الأفضلية ليست بتلك المقاييس فالشعراء والمؤرخون الآن هم امتداد لمن سبقهم. وطالبت خديجة ناجع إدارة الأندية الأدبية بفتح كل الملفات والمحاسبة، قائلة: "لا بد من فتح باب الحوار والمكافشة حول الخلافات".