المراهقة مرحلة ضرورية في حياة كل إنسان، حيث تكون الشخصية ونمو الأفكار والمشاعر، وفي نفس الوقت تشهد تلك المرحلة تغييرات في نمو الجسد. وفي هذه المرحلة تكون هناك عدة تغيرات أو مظاهر تسبب قلقا أو حرجا للبعض خاصة إذا كانت البشرة بشكل عام والوجه تحديدا محل تلك التغيرات، وهي ما تسمى بـ"حب الشباب" التي تظهر في صورة حبوب متناثرة على الوجه.

وعن تعريف "حب الشباب" وأسبابه وعلاجه تقول أخصائية الأمراض الجلدية الدكتورة عبير عبدالحليم البهي إن "حب الشباب" هو مرض جلدي ينتشر في مرحلة المراهقة عند الشباب ويتمثل في التهاب الغدد الدهنية وبويصلات الشعر، وذلك نتيجة لزيادة إفراز الهرمونات التي تساعد على إظهار علامات البلوغ وبذلك تزيد من إفراز الغدد الدهنية، مما قد يزيد من إمكانية انسداد مسامات الجلد وتراكم الدهون داخل حويصلات الشعر، مما يظهر على شكل حبوب حمراء تتحول إلى حبوب ذات رأس سوداء اللون.

وأشارت أخصائية الأمراض الجلدية إلى أن أسباب تعرض بشرة المراهق لتلك الحالة هي، أنه في مرحلة البلوغ تبدأ الهرمونات في تحفيز الغدد الدهنية الموجودة في الجلد فتكثر الإفرازات الدهنية التي تسبب انسداد مسامات الجلد، ومع وجود خلايا الجلد الميتة تتكون نتوءات خارجية على الجلد ذات رؤوس سوداء أحيانا وفي بعض الأحيان تفتح هذه المسامات، وهو ما يسمح للجراثيم بالدخول فيؤدي ذلك إلى التلوث فتظهر تلك الحبوب. وقد ترجع تلك الحالة إلى عوامل وراثية، ويحدث "حب الشباب" أو يصير أسوأ مع وجود الحمل أو مع استخدام حبوب منع الحمل. ومع زيادة إفراز هرمون الذكورة الذي يزيد من إفراز الغدد الدهنية. ويصاحب السمنة الزائدة في بعض الحالات. وينتج عن الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون مثل الوجبات السريعة. أو سوء التغذية وقلة تناول الخضراوات الطازجة والفواكه. وإهمال نظافة الوجه والجسم. وتصاحب أمراض الجهاز الهرموني كتضخم الغدة الكظرية الخلقي وتحوصل المبيضين وغيره. والإصابة بالعدوى البكتيرية وضعف المناعة.

وعن كيفية تكون هذه الحبوب أو البثور تقول عبير البهي إن الجلد يحتوي على الملايين من الغدد الدهنية التي تفرز الدهون على سطح الجلد من خلال مساماته، وعادة تساعد الدهون البشرة على المحافظة على صحتها. أما البثور فتتشكل عندما تصبح المسامات مسدودة بسدادة من خلايا الجلد الميت الممزوج مع الدهون، ويحدث هذا عادة عندما تنتج الغدد الدهنية الدهن أكثر من العادة.

وبينت البهي أنه يوجد نوعان من "حب الشباب" وهما حب شباب التهابي، وهو يحدث عندما تتسبب الأحماض الدهنية في جعل البصيلات المصابة بانسداد تلتهب مكونة بثورا ممتلئة بالصديد، وقد يكوّن "حب الشباب" الالتهابي الشديد عقيدات تترك مكانها ندبات عميقة غائرة قد تسبب تشوها في البشرة.

والثاني حب شباب غير التهابي ويتكون من رؤوس ليس حولها أي احمرار أو ألم، وأغلب الناس يصابون بهذا النوع. والنوعان عادة ما يصيبان الوجه، ولكن كثيرا منه يظهر فوق أعلى الصدر والظهر والعنق والأرداف.

وشددت الدكتورة عبير البهي على أن الوقاية أهم وأقوى من العلاج دوما وهناك عدة نصائح يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بـ"حب الشباب" ومنها، المداومة على تعقيم البشرة المعرضة لملوثات الجو.

والامتناع عن اللمس واللعب بهذه الحبوب لإخراج ما بها من مادة بيضاء، لأن هذا يؤدي إلى زيادة عدد الحبوب وترك أثر في البشرة بعد اختفاء الحبة نفسها. وتجنب القلق والتوتر النفسي لأنهما أحد أسباب زيادة تلك الحبوب. وتجنب مستحضرات التجميل في هذه الفترة بالذات. وتجنب تناول المنشطات البانية للعضلات. وتجنب المكياج الكثيف مع ضرورة إزالته ليلا بكريم منظف لطيف قبل الغسيل. وتجنب الغسل بالصابون العادي واستبداله بصابون الأطفال أو الصابون الطبي. واختاري المنتجات المكتوب فوق عبواتها "خالي من الزيوت OIL-FREE". ويمكن استخدام كريمات مقشرة إذا بقيت آثار للحبوب وذلك بعد استشارة الطبيب. وتجنب استخدام الزيوت والكريمات الخاصة بالشعر لأن لها تأثيرا غير مباشر على حب الشباب. وتناول غذاء متوازن يحتوي على جميع العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم. ومراعاة التقليل من الدهون والنشويات والسكريات والشوكولاتة والمكسرات واللب والسوداني. وفي نفس السياق أوضحت الدكتورة عبير أن العلاج يأخذ فترة طويلة للوصول إلى نتيجة مرضية، ويختلف نوع العلاج حسب نوع الإصابة نفسها، فعلاج حب الشباب غير الالتهابي الطفيف المصحوب برؤوس مفتوحة بيضاء وسوداء يتم باستخدام كريم أو لوسيون أو جل (يفرك فوق سطح الجلد) وهذه العملية تساعد على جعل المسام مفتوحة ليسمح للمادة المتراكمة بالخروج إلى سطح الجلد ويعطي هذا الدواء نتائج إيجابية بنسبة 60% بعد علاج لمدة ثلاثة أشهر، ويحدث أثناء العلاج تقشر وتهيج للبشرة إلى حد ما. ومن المحتمل أن يجعل البشرة حساسة لأشعة الشمس، لهذا يجب أن يوضع على الوجه ليلا ويغسل صباحا ومن الأفضل استعمال واق من الشمس خال من الزيوت خلال النهار. أما في علاج "حب الشباب" الذي يشتمل على التهاب (احمرار وألم حول الرؤوس البيضاء والسوداء) فينصح باستعمال المضادات الحيوية في صورة كريمات أو لوسيونات أو جل. والهدف الأساسي من هذه المضادات الحيوية هو منع تكون حب جديد وتحسن الحالة، وعادة ما يستغرق علاج تلك النوعية عدة أشهر.