كيف يأمن على نفسه من لم يتورع عن سرقة أموال الحجاج؟ كيف يتجرأ من يدعي الإسلام على غش قاصدي بيت الله؟

أسئلة ظاهرها المبالغة في الاتهام.. لكن باطنها يحوي 62 حملة حج وهمية، تسعى لسرقة مال من قصد إتمام خامس أركان الإسلام.. ومن جمعه ليكون عونا له على إرضاء ربه.

القائمون على حملات الحج الوهمية الـ62 التي أعلن عن ضبطها، ضررهم لا يقف عند سرقة أموال الناس وهم يتوجهون إلى المكان الذي أعلن فيه الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - أعظم قواعدنا الشرعية ومنها: "إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه..."، وكان يختم فيه كل قاعدة بالتأكيد والتحذير بقوله: "ألا هل بلغت.. ألا هل بلغت".. ثم يشهد الله على ذلك.

ضرر حملات الحج الوهمية يتعدى السرقة إلى الإساءة لسمعة "وطن" لم يقصر يوماً في خدمة ملايين قاصدي بيت الله الحرام.. ويشوهون صورة بلد لم يترك جميلة إلا وسارع في تقديمها لأطهر بقعة على وجه الأرض.. "وطن" منحنا حق المفاخرة بمقدسات المسلمين ومهبط الوحي، حتى أصبح قائدها خادماً للحرمين الشريفين.

هؤلاء يستحقون العقوبات حفاظاً على أموال الناس واحتراماً لسمعة الوطن.. و"العقوبات تحمي الأنظمة، وأي نظام ليست له عقوبات لا يطبق"، كما ذكر أمير مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية خالد الفيصل.

بينما تفخر بعض الدول بنجاح تنظيم مناسبة رياضية يحضرها مئات الآلاف مرةً.. نفخر نحن كل عام بنجاح موسم الحج وتيسير العبادة لملايين المسلمين.. وليس هذا غريباً؛ لأن بلادنا تبدأ الاستعداد للحج القادم بعد الحج الحالي مباشرة كما جاء في حديث الأمير خالد الفيصل لقناة العربية، الذي رفض فيه المبالغة في وصف الاستعدادات للحج بأنها "على أتم وجه" رغم أنها تستحق ذلك الوصف.. والحجاج شهود الله على أرضه.

الواقع يقول إن إمارة مكة المكرمة تقوم بأعمال جبارة في الحج.. وبعض النتائج ظهرت مبكرة.

(بين قوسين)

الحج عبادة عظيمة.. وخدمة الحجاج عبادة عظيمة تؤديه السعودية بإخلاص وإتقان.. حفظ الله بلادنا وأدام خيرها على أهلها وقاصديها.