مهما حاول المختصون في القطاع التربوي والتعليمي أن يقضوا على رعب الاختبارات وشبحها، فما تزال النظرة القديمة والنمطية لأجواء الاختبارات حاضرة عند الكثير من الطلاب، بما تحمله من قلق وتوجس وتوتر، على الرغم من التوجه الكبير والجازم من قبل وزارة التربية والتعليم نحو القضاء على تلك السمعة الرهيبة للاختبارات.
حالة من الانقطاع التام يعيشها بعض الطلاب عن العالم الخارجي أثناء دخولهم قاعات الاختبار، وشروعهم في الإجابة، لتتشكل من خلالها شخصية وصورة أخرى لم تكن معهودة عنه، وفي كثير من الأحيان قد لا يتذكرها الطالب، كونه قد تقمصها وهو في حالة عزلة تامة عن المحيط القريب.
تبدأ هذه الظاهرة حينما يخطو بعض الطلبة أولى خطواتهم نحو قاعة الاختبار، وما أن يستوي جالسا على مقعده، حتى تتبدل الشخوص غير الشخوص، والنفوس غير النفوس، حتى اللباس غير اللباس.
مظاهر سلوكية ونفسية غريبة وطارئة يعيشها الطالب أمام ورقة الأسئلة، هناك من ينزع غترته، ويرمي بعقاله، جاعلا من الشياكة نسيا منسيا، وهناك من يتربع بكامل جسمه على المقعد المخصص، وآخر يجول بنظرة ملؤها الترقب والتوجس، وآخر يستطعم القلم بفمه ولسانه، وغيره من يتحدى كل تلك الأجواء الرهيبة ليخلد للنوم على ورقة الأسئلة، وكأن شيئا لم يكن، في حالة يصفها بعض متخصصي التربية بأنها "الهدوء الذي يسبق العاصفة" نتيجة تعوده على أنه لن يقوم بحل الأسئلة حتى يداهمه الوقت ويضيق عليه. الدكتور محمد بن عبدالعزيز الربعي، الأستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة القصيم ذكر أن الحالة النفسية للطالب أثناء فترة الامتحانات وما يسبقها محدد رئيس وفاعل فيما ستكون عليه نتيجته، مشيرا إلى أن سيطرة حالة القلق والترقب وعدم الثقة ستكون عاملا سلبيا في عدم القدرة على الحل بالشكل الصحيح، حتى ولو كان الطالب قد ذاكر بشكل جيد. وتناول الربعي أكثر الصفات والحركات التي تلازم "الطالب القلق" في فترة الاختبار، من عدم اهتمام بالمظهر، وقضم للأظافر، بل والأقلام، وكذلك الحركات الجسمية المتكررة كهز القدم، وفرقعة الأصابع، والالتفات المستمر، فضلا عن الحالة النفسية المنهزمة، وغير المستقرة التي قد يسبقها، مما يساعد على ترسيخ هذه الحالة، كعدم النوم لمدة كافية، وعدم الاهتمام بالتغذية السليمة.