كشف وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري عن صرف علاوة الزوجات المقررة وفقا لقرار مجلس الوزراء الأخير، ضمن مكافأة المبتعثين للشهر الجاري، فيما أعلن من واشنطن عن تعويض المبتعثين بأثر رجعي منذ تاريخ صدور القرار، بما في ذلك مرافقو المبتعثين من أزواجهم وزوجاتهم من غير السعوديين، وذلك بعد الانتهاء من إدخال كافة البيانات.
وأطلق العنقري تحذيرا للجامعات السعودية، بأنه سينشر على موقع الوزارة أسماء الجامعات التي لم تسجل برامجها في الاعتماد الأكاديمي قبل انتهاء المهلة المحددة بنهاية عام 1434، ملمحا إلى عدم التساهل في تطبيق خطة الجودة لدى الوزارة وأن الخطوة الأولى تمثلت في اشتراط أن يكون هناك اعتماد أكاديمي لكل البرامج التعليمية، ودعا كافة الجامعات إلى تحقيق ذلك في برامجها بنهاية عام 1434.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده العنقري بمقر السفارة الأميركية بواشنطن بحضور السفير السعودي عادل الجبير والملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في أميركا الدكتور محمد العيسى، على هامش فعاليات افتتاح يوم المهنة المصاحب لحفل الدفعة السادسة من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين.
وأضاف وزير التعليم العالي أنه تم تعميم برنامج السنة التحضرية على الجامعات السعودية بعد نجاح التجربة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بهدف تحسين الجودة، موضحا أن البرنامج الآخر لتحسين جودة المخرجات هو التدريب، وهو برنامج موجود في بعض الجامعات، وبعض التخصصات، وسيكون البرنامج موسعا للتدريب يشمل كافة الطلاب، سواء في الداخل أو الخارج.
وعلى صعيد تعزيز الجانب البشري في الجامعات السعودية، أشار الدكتور العنقري إلى أن للوزارة حاليا 12500 معيد يدرسون في أميركا وكندا وأوروبا، وأن هذا العدد غير مسبوق في تاريخ التعليم الجامعي في المملكة، وهو يعادل أضعاف إجمالي المبتعثين قبل 9 سنوات، وأنه مؤشر على الاستعداد لتهيئة القوة البشرية التي تحتاجها الجامعات من أعضاء هيئة التدريس، فيما يستعد أكثر من 4 آلاف لإنهاء إجراءات السفر، ويدل على الحرص على الجودة، لافتا إلى أن أهمية الجامعة تقاس بحجم شراكاتها مع المؤسسات التعليمية الكبرى والعريقة.
وأوضح وزير التعليم العالي أن الاتجاه الثاني من الاستراتيجية يتمثل في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث وتم البدء بتنفيذ هذا المسار قبل سنوات بخمسة آلاف طالب، ليتجاوز 148 ألف طالب حاليا، في 24 دولة، من الصين إلى كندا والولايات المتحدة، لافتا إلى أن كافة الدول التي يوجد بها تعليم متميز، فإن هناك طلابا سعوديين يدرسون بها كمبتعثين، وهو ما خلق مجتمعا علميا متعدد اللغات والثقافات، سيسهم في تحقيق التنمية في المملكة.
وأضاف الدكتور العنقري بأن برنامج الابتعاث شهد حتى الآن تخرج أكثر من 47 ألف طالب وطالبة، فيما بلغ إجمالي خريجي هذا العام، نحو 13 ألف خريج وخريجة، وبذلك يصبح عددهم إلى جانب المبتعثين حاليا قرابة 200 ألف مبتعث استفادوا من البرنامج، إضافة إلى الأسر والأبناء الذين انعكس البرنامج عليهم بصورة إيجابية من هذه التجربة، مبينا أن هناك طلابا يدرسون في جامعات متميزة، وفي مدن ذات كلفة عالية، وأن المكافأة قد لا تكفي، خاصة لمن لديه أسرة، وأن هذا الموضوع قيد الدراسة لإيجاد ما يمكن من خلاله التغلب على ذلك.
وأشار إلى أن الدلائل على اجتهاد الطلبة، وتحقيقهم الهدف الذي ابتعثوا إليه، هو ما حققه طلاب وطالبات الطب من إنجاز في الولايات المتحدة، ففي الوقت الذي لم يتجاوز عدد دارسي الطب في الولايات المتحدة قبل 8 أعوام طالبا واحدا، بلغ عددهم حاليا أكثر من 1500 طالب، في برامج الزمالة والبورد الأميركي، وكافتهم من خريجي الجامعات السعودية.
وأكد الدكتور العنقري أن فترة الـ18 شهرا لدراسة اللغة هي كافية، وتعد أكثر مما يتطلبه الطالب، وذلك بناء على التجارب السابقة، بما في ذلك اللغات العالمية الأخرى، وأضاف "لدينا حاليا أكثر من 300 طبيب يتدربون في فرنسا، وكانت حصيلتهم اللغوية في البداية معدومة تماما، إلا أن غالبيتهم استطاعوا إتقان اللغة بعد ستة أشهر فقط، لافتا إلى أن الملحقيات تعالج الحالات التي لديها أسباب منطقية لزيادة فترة اللغة المخصصة لهم.
وكشف وزير التعليم العالي عن إنشاء 14 مستشفى تعليميا في كافة المناطق، وستكفل تدريب الطلبة وسد الثغرات الموجودة حاليا، ووعد الوزير بدراسة موضوع احتساب سنوات الخبرة لطلاب الطب، ضمن خدمتهم، مشيرا إلى أن هذا من اختصاص وزارة الخدمة المدنية، وسيدرس الموضوع معهم.