في إطار الجهود المكثفة التي تبذل لأجل عقد المؤتمر الدولي لتسوية الأزمة السورية، تشهد العاصمة الفرنسية باريس غدا، اجتماعا ثلاثيا يجمع وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرجي لافروف وفرنسا. وقال مصدر دبلوماسي أميركي في تصريحات للصحفيين: إن عشاء عمل سيضم الوزراء الثلاثة في مطعم باريسي بهدف استعراض سير عملية تنظيم "مؤتمر جنيف2"، الذي بادرت بطرحه واشنطن وموسكو. وكانت الخارجية الأميركية قد قالت في وقت سابق في بيان: "إن كيري ولافروف سيلتقيان لمواصلة المحادثات التي أطلقاها في لقائهما قبل أسابيع قليلة في روسيا، وعرض المستجدات على صعيد الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي حول سورية". ويأتي هذا اللقاء بعد اجتماع المعارضة السورية في إسطنبول لتحديد موقفها من المشاركة في المؤتمر الدولي، وبعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي سيقرر غدا في مسألة رفع الحظر عن الأسلحة للمعارضة السورية. وأضاف المسؤول الأميركي: "هذا اللقاء يشكل خطوة للأمام في تنظيم المؤتمر، لكن نحتاج لتوضيحات بشأن الوفدين السوريين والصلاحيات التي ستمنح لهما".
ويخوض الأوروبيون المنقسمون منذ شهور حول مسألة تسليح مقاتلي المعارضة السورية، مفاوضات شاقة قبل أيام من موعد اتخاذ قرار أوروبي بشأن تجديد العقوبات ضد دمشق. ويجتمع وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل قبل أيام من انتهاء أجل العقوبات المفروضة على النظام ومن بينها حظر الأسلحة منتصف ليل 31 مايو. وتستهدف العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي قبل عامين، بالإضافة إلى الحظر على الأسلحة شخصيات وكيانات تابعة للنظام، كما تشمل مجموعة من العقوبات التجارية والمالية. وتدعو المملكة المتحدة وفرنسا إلى رفع الحظر عن تسليم الأسلحة للمعارضة المعتدلة. وتعتبر لندن وباريس أن ذلك سيسمح بزيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، لإيجاد حل سياسي للأزمة. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الأربعاء الماضي "أن هذا الضغط العسكري من شأنه إيجاد حل سياسي في سورية".