حذر الرئيس اللبناني ميشال سليمان حزب الله من "الفتنة"، بسبب مشاركته في معارك سورية إلى جانب قوات بشار الأسد خاصة في مدينة القصير الاستراتيجية، فيما كشفت المعارضة عن غضب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من قياداته العسكرية بسبب فشلها في اقتحام المدينة. وقال سليمان في كلمة ألقاها خلال زيارته وزارة الدفاع الوطني أمس: "إن معاني المقاومة أعلى وأسمى من كل المعاني ومن أن تغرق في رمال الفتنة، إن في سورية أو في لبنان، أكان ذلك لدى شقيق أو صديق"، وذلك في إشارة إلى حزب الله.
وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة أن مقاتلين في حزب الله "يقدمون على إطلاق النار على أرجلهم حتى يهربوا من جبهة القصير" و"أن و4 عناصر منهم أحيلوا إلى المحكمة الميدانية في الحزب". وذكرت المصادر إلى أن الرافضين للذهاب للقتال في القصير يتعرضون لعقوبات فورية بحسم راتبهم إلى النصف ويمنعون من تأمين الخدمات المجانية.
ودارت فجر أمس معارك ضارية في جوسيه لطرد عناصر الحزب منها وفك الحصار الذي تتعرض له القصير على الحدود اللبنانية من جهة عرسال. وقتل في العمليات 8 عناصر من حزب الله و3 عناصر من الجيش النظامي وبذلك يصل ضحايا حزب الله إلى نحو 112 قتيلا حتى الآن.
كما سقط صاروخان على بلدة الحميدية، مما أدى إلى سقوط قتلى.
ووفقا للمصادر فقد استمرت المعارك على الأرض على مختلف المحاور، إذ يقود حزب الله ميدانيا هذا الأمر، إذ تبلغ نسبة مشاركته قتاليا أكثر من 85%، فيما حقق مقاتلو الجيش الحر عدة اختراقات ردت عليها قوات الأسد بقصف المدنيين. وسجلت غارات طيران صباحا، وتبين أن قوات النظام استخدمت قنابل النابالم المحرمة دوليا، التي كشفها أطباء من القصير، ونشرت مواقع المعارضة صورا لبعض المصابين. وتمكن الجيش الحر من تحرير حاجزين في البلدة، فيما وصلت كتائب من المقاتلين الجدد لتعزيز جبهات الثوار في القصير.