اعتبر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية أمس أن إعلان موسكو عن موافقة مبدئية لدمشق على المشاركة في مؤتمر السلام الدولي "غامض" ومراوغ، ودعا نظام بشار الأسد إلى توضيح هذا الموقف بنفسه. وقال المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي "نريد أن نسمع هذا التصريح مباشرة من حكومة الأسد.. نريد معرفة أن لديهم فعلا النية للتفاوض على انتقال نحو حكومة ديموقراطية يشمل رحيل الأسد".
وردا على سؤال حول مشاركة الائتلاف بصفته أبرز مجموعة معارضة سورية في المؤتمر الدولي الذي اقترحت الولايات المتحدة وروسيا عقده لإيجاد حل سياسي للنزاع، اعتبر أن المعارضة بحاجة "لمزيد من الوضوح" لتتخذ قرارا في هذا الصدد. وتابع صافي الذي تحدث على هامش اجتماع الائتلاف السوري المعارض في إسطنبول "كل ذلك يبقى غامضا جدا وحكومة الأسد كانت مراوغة حين تعلق الأمر بتزويد معلومات أو تصريحات حول الحلول السياسية".
وأضاف "سبق أن قال الروس إن الحكومة السورية لديها فريق للتفاوض، لكننا لا نعلم بأي شروط. هل لديهم تفويض للبحث بحسن نية بالانتقال أم لا؟". وتطالب المعارضة السورية بأن يشمل أي حل سياسي للنزاع رحيل الأسد وأعضاء نظامه الضالعين في أعمال العنف.
وكان المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش قد ذكر أمس أن روسيا تسلمت موافقة دمشق المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف خلال زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو.
من جهته دعا صافي موسكو إلى تقديم "ضمانات" حول رحيل الأسد. وقال "نريد ضمانات وخصوصا من الجانب الروسي لأن القيادة الروسية دافعت عن الأسد وتريد بقاءه" معبرا عن أمله في أن "يدرك الروس أنهم يسيرون عكس التيار في التاريخ".
إلى ذلك يبدو اللاجئون السوريون بمخيم الزعتري شمال الأردن غير مبالين باحتمال عقد المؤتمر، فيما هم منشغلون بمأساتهم اليومية. ويقول صالح سعيد "تعبنا من المؤتمرات. عقد العديد منها دون نجاح. ما نريده هو حل جذري". ويضيف، وقد اسمر وجهه بفعل أشعة الشمس وسط درجات حرارة قاربت الأربعين مئوية، أن "ما نريده هو العودة إلى ديارنا فقد طال الأمر أكثر مما كان متوقعا".
ويقول سعيد "ما نريده هو أن يلتفتوا إلى حالنا هنا" في المخيم الصحراوي الذي يعاني على حد قول اللاجئين من نقص المياه والكهرباء والطعام. ويظهر التعب واضحا على وجوه الموجودين خصوصا حين يسألهم الصحفيون عن احتمال عقد مؤتمر دولي للسلام لإنهاء القتال. ويعلق عادل، تاجر سيارات سابق من درعا، ضاحكا "لماذا تعقد هكذا مؤتمرات؟ من أجل ترتيبات تتجاهل دماء الأطفال؟ لا نتأمل منها شيئا أبدا".