ليست الجدة والجرأة والاختلاف عن السائد عوامل نجاح إذا لم يتآزر معها وضوح الرؤية والأهداف.

وليس العنصر البصري سببا وحيدا في نجاح العمل التلفزيوني؛ فكل منظور ـ في هذه الحال ـ يصبح "عملا"، وما هكذا تكون الأعمال التي تتحدد أهدافها، وتتضح وجهة صانعيها.

السلسلة الكوميدية اليوتيوبية "بمبي"، تراهن على الجرأة والجدة، لكنها ـ في الوقت ذاته ـ رجعية "راديكالية" بكل معاني هذين المصطلحين.

لم أستطع أن أفهم كيف ينتقد فريق "بمبي" الانفتاح في التعليم ـ والانفتاح عندهم هو الاختلاط ـ ويجعله سببا في كل خلل أخلاقي، بينما تظهر النساء في الحلقة بمظاهر لم نعتد رؤيتها حتى في أكثر الأفلام والمسلسلات جرأة وانفتاحا!

ولم أستطع أن أستوعب مراد القائمين على "بمبي"؛ أهو نقد الانفتاح، أم تأييده؟ على الرغم من أن "بمبي" منفتح جدا، منفتح إلى الحد الذي يجعله "بحري" بلا مصراعين ولا مزلاج ولا حدود.

أما في "الحريم ساقوها"، فإن الانفتاح يصل إلى حد مفارقة الواقع، حين تكون قيادة المرأة للسيارة مرهونة بمنعها عن الرجال. نعم، الحلقة تفتح الأذهان على تخيل الأضداد، وكأنها مع قيادة المرأة للسيارة، لكنها تجعل من النساء "مسخرة"، فكيف تؤيدهن، وتسخر منهن في آن؟

يبدو أن لدى أهل "بمبي" خللا في مفهوم "الفانتازيا"، أو أنهم يعونه فعلا، لكنهم يريدون الدوران في مدار يقع خارجه.

أن يكون العمل خياليا، فإن ذلك لا يعني أن يكون خاليا من المحتوى، لأن ذلك يصبح "سماجة"، ويؤدي إلى غضب الأطراف كلها، ما يعني أن الاستفزاز هو الهدف لا سواه.

باختصار؛ "بمبي": انفتاح بـ"مكينة" رجعية