علي مشبب آل عبود


أصبح شبابنا يعيشون حياتهم ويخوضون غمارها، والصلاة خارج قلوبهم، فإن صلّوا فمن باب دفع اللوم عنهم.

لا أبالغ في ذلك –نعم والله- حال بعض الشباب مع الصلاة لا يسرّ ولا يطمئن.

ولا أعلم أي حياة يصارعون فيها وهم لا يبالون بصلاتهم ولا يهتمون بها، بل الأدهى من ذلك أن من بينهم من قد تفوته صلاة فرض أو أكثر فلا يصليها ولا عذر له في ذلك.

ورد في سورة الماعون "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" وذكر بعض المفسرين ومنهم الصابوني في صفوة التفاسير أن تفسير "ساهون" أي غافلون عن صلاتهم يؤخرونها عن أوقاتها تهاوناً بها. وقال ابن عباس "هو المصـلي الذي إن صـلى لم يرج ثواباً وإن تركها لم يخش عليها عقاباً".

كيف وصل الشباب – أو بعضهم – إلى هذه الحال من التهاون وسمعت كثيراً أن هناك من لا يحفظ سورة الفاتحة، وبعضهم يجلس في الشارع ويدخل المصلون المسجد ويخرجون ولا نية له في الدخول والصلاة أو حتى قضائها، ومن يصلي منهم لا يخلو من الملاحظات الكبيرة على لباسه أو كثرة حركته أو غيرهما.

(كيف ولماذا) وصلنا إلى هذا الواقع المؤلم، هذه الأسئلة ليست بأهم الآن من ضرورة العودة إلى المساجد أجساداً وقلوباً والمناصحة في شأنها.

عندما دخلت الصلاة قلوب الصحابة والسلف الصالح خرجت منها الدنيا، فحازوا بذلك الدنيا والآخرة، فسادوا العالم وأصبحوا قوة عظمى آنذاك وتفوقوا في مختلف شؤون الحياة من علوم وغيرها.

وأما نحن الآن فلا حفظنا ما ورّثوا من مجد، ولا حاولنا.

حديثي أعلاه ليس وعظاً فأنا من المقصرين في الصلاة وفي غيرها ونشكو إلى الله ذلك، ولكن ما جعلني أسطر هذه الكلمات أمران:

الأول: أنني ذهلت عند تأكدي من أن هناك بيننا من يترك الصلاة عمداً أو تهاوناً.

والثاني: أن التذكير حق على جميع المسلمين وتكاتفهم على الخير من السعي لصلاح المجتمعات.