بالكاد جلس المدون السعودي "عبدالله الخريف" وصديقه إلى الطاولة التي حددتها فتاة استقبال المطعم، وما إن ناولتهما قائمة الطعام؛ إلا ومباشرهما الشاب يقف فوق رأسيهما.
منذ البداية مزّ شفتيه، وما إن سألهما من أين هما؟ حتى انقلب وجهه رأساً على عقب، وتركهما على الفور وهو يتمتم بكلمات غامضة، لكنها بكل تأكيد "شتيمة" و"سب" من العيار الثقيل، يقول "عبدالله" كنا نرى من بعيد المشرف يحاول أن يهدئ من روعه.
جاءهما "مباشرٌ" آخر، وبعد ضغطٍ شديدٍ منهما شرح لهما قصة زميله، يقول منذ حوالي شهرين جاء شاب سعودي وحجز طاولةً لسبعة أشخاص، وسأل عن مباشرهم، الذي كان صاحبنا، حينها سأله عن أكبر "بخشيش" حصل عليه من شخص واحد، أفاده "المباشر" أنه 75 دولاراً، فأكد له الشاب السعودي أنه سوف يحصل على مثلها الليلة؛ بمجرد أن يحسن من خدمته وضيوفه، وبالفعل عمل صاحبنا تلك الليلة بطاقةٍ مضاعفة، لدرجة أنه تجاهل الطاولات الأخرى، وقدم لهم أطباقاً وحلوى مجانية، وبقي ساهراً على راحتهم حتى دفع الشاب حسابه بالبطاقة الائتمانية، وقال إنه سوف يدفع له نقداً حين يركب سيارته، لأنه نسي محفظته هناك، وبالفعل ركبها وقدم "بخشيشاًَ" محترماً للبواب، لكنه وبكل دناءة ضحك بصوت عالٍ أمام "المباشر"، وانطلق بسيارته!
انهار صاحبنا، ولم يصدق أن أحداً عاقلاً يفعل هكذا، لم يفهم لم كل هذا الكذب، وأسلوب الهروب الحقير! صُدم من كل من هو "سعودي"، حتى صار المشرف يبعده عن أي زبون "سعودي".
اقترح صديق "عبدالله" عليه حلاً لترميم تصرفاتنا، وبعد جولات من الحوار اللطيف، قدما للمباشر اعتذاراً صريحاً، بالإضافة إلى 75 دولاراً التي كان مواطنهما وعده بها، لم يصدق المباشر نفسه، وقام على خدمتهما، مما جعلهما يدفعان له 25 دولاراً إضافية، ليكون مجموع "البخشيش" أكثر من مجموع حسابهما تلك الليلة!