جميل هو المشهد الإعلامي المصري، قبل أيام قليلة، وتحديدا في يوم 6 أكتوبر الماضي، إذ كانت أغلب قنوات مصر الفضائية، العامة والخاصة، تزدان بألوان العلم المصري، وصورة نسره الشهير.

كان المشهد الإعلامي المصري ـ في أغلبه، ولا أقول كله ـ لوحة من البهجة الشعبية العارمة، في أغلب أنحاء محافظات مصر، وللإعلام في ذلك حق، في أن يبتهج بنصر مصري عربي، عظيم، هو نصر أكتوبر، الذي أعاد كرامة الأمة العربية، التي سلبتها نكسة 67، بيد إسرائيلية، وكل ذلك ليس لديّ عليه اعتراض.

الاعتراض الواحد والوحيد، هو إقصاء أنصار جماعة الإخوان المسلمين، التي كانت في نفس الشارع المصري، دون أي اهتمام، حتى وإن كان أولئك المعارضون ليسوا بحجم التكتل الشعبي الكبير الرافض لمرسي، وجماعة الإخوان.

كلنا ضد ما ارتكبته جماعة الإخوان، إبان حكمها لمصر، وحتى بعد حكمها لمصر، لكن هذه الضديّة لا تعطينا حقا في مصادرة رأيهم، أو تغييبهم عن المشهد الإعلامي المصري بهذا الشكل المفجع، ما داموا جزءا من نسيج الشعب المصري، وما داموا فصيلا سياسيا موجودا على الأرض، سواء أقرّ بوجودهم الإعلام المصري، أو لم يُقر.

أقول هذا الكلام عن الإعلام المصري الظاهر الآن، وأنا حزين، على الإعلام المصري الذي يرى بعين واحدة فقط، وهي العين المفتوحة على السيسي ومؤيديه، ليس لأني مع الإخوان، ولكني مع الديموقراطية الإعلامية الصحيحة لا المصطنعة، فمثل ما كانت هناك كاميرا إعلامية على السيسي ومؤيديه، يجب أن تكون هناك كاميرا على الإخوان ومؤيديهم وإن كانوا قلة.

نريد إعلاما مصريا ديموقراطيا بالفعل، يشمل الجميع ولا يُقصي أحدا مهما كان، حتى نُصفّق له باليد والعين.