عزز حزب الله اللبناني قواته في مدينة القصير الاستراتيجية في وسط سورية حيث تستمر المعارك العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، مع تزايد قلق الولايات المتحدة من دور الحزب في النزاع السوري، وعزم الاتحاد الأوروبي دراسة طلب لإدراج جناحه العسكري على لائحة المنظمات الإرهابية.

وتدور معارك عنيفة في شمال القصير حيث يتحصن العدد الأكبر من الثوار الذين يسيطرون على المدينة منذ أكثر من عام. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك المتواصلة منذ الأحد أدت إلى مقتل "31 عنصرا من حزب الله، إضافة إلى 68 معارضا من الثوار". وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي إلى أن تسعة عناصر من القوات النظامية وثلاثة مسلحين موالين لها قضوا أيضا، إضافة إلى أربعة مدنيين بينهم ثلاث سيدات. وقال "من الواضح أن حزب الله هو الذي يقود الهجوم على القصير".

وعرضت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لحزب الله لقطات لتشييع خمسة عناصر من الحزب أمس في لبنان، مشيرة إلى أن هؤلاء قضوا "خلال أدائهم واجبهم الجهادي". وأفاد مصدر مقرب من أن العدد الأكبر من عناصره قتلوا بسبب الألغام التي زرعها الثوار في المدينة. وأضاف المصدر أن الحزب "أرسل تعزيزات جديدة من عناصر النخبة إلى القصير". وقال عبدالرحمن إن مقاتلي المعارضة يبدون "مقاومة شرسة، ويرفضون ترك المدنيين" الذين يقارب عددهم 25 ألف شخص.

إلى ذلك قال فريدريك هوف المسؤول السابق في لجنة متابعة سورية بالخارجية الأميركية إن الآمال في نجاح المؤتمر الدولي الذي اقترحته كل من موسكو وواشنطن بهدف التوصل إلى إطار لحل الأزمة السورية هي "آمال محدودة للغاية". وأضاف "لا أقصد بذلك أن العمل من أجل إنجاح المؤتمر لا طائل من ورائه. لو كان هناك نسبة أمل محدودة لنجاح المؤتمر فمن الضروري أن يعمل الجميع على إنجاحه. إن البدائل سيئة للغاية. والمشكلة أن حمل الطرفين على التفاوض بإخلاص هو أمر صعب. فضلا عن ذلك فإن الحد الذي وصل إليه تآكل الدولة في سورية يعني أن أي صيغة للحكم يتم التوصل إليها سيكون من الصعب تطبيقها عمليا".