• يدور حديث كثير هذه الأيام في السعودية، حول مسألة قيادة المرأة للسيارة، وبما أن السلطات قد أعلنت في وقتٍ سابق عدة مرات أن هذه مسألة اجتماعية، كما حدث وصرّح مسؤولون بأنه لا يوجد في نظام الدولة ولا نظام المرور أي منع، أي أن المجتمع هو الذي عليه أن يختار الذهاب إلى هذا الأمر أم لا. حسناً! في حال أن شرائح لا يُستهان بها من المجتمع اختارت أن تُقدم على هذه الخطوة، أليست مسؤولية الجهات المختصة هي حمايتهم قانونياً بالمبادرة بسنّ أنظمة أمنية ومرورية تُشرّع هذا الحق، وفي نفس الوقت حمايتهم ميدانياً في الطرقات، من أي تهجم أو مضايقة واعتداءات؟
• وبما أننا ننفرد عن بقية شعوب وبلدان الأرض بهذه القضية، فتصلح الإشارة إلى بعض النسب والمفارقات العجيبة حول المرأة مع السيارة، فقبل 125 عاماً من زمننا هذا 2013، وفي ألمانيا، كانت أول رحلة طويلة لسيارة، وبالمناسبة فقد كانت امرأة تقودها وليس رجلاً، وهي السيدة بيرتا بينز، زوجة كارل بنز، مخترع السيارة الشهيرة "بنز"، حيث قطعت 104 كلم، في ولاية بادن فورتمنبرغ، وحتى اليوم يُحتفل الألمان بذكرى تلك الرحلة في أوائل أغسطس من كل عام، بل أصبح الطريق الذي عبرته السيدة بيرتا، برفقة طفليها معلماً سياحياً، وصار اسمه رسمياً طريق بيرتا بنز التذكارية، حيث يمكن للسيّاح أن يتتبعوا مسار بيرتا، ويقطعوا مشوارها، ومشوار أول سيارة في العالم تقطع تلك المسافة.
• حدث أيضاً أنه وقبل 125 سنة، عارض المتطرفون المسيحيّون في ألمانيا السيارة بشدة، معتبرين أنها من فعل الشيطان، وأنها فتنة للمجتمع المسيحي، وتغيير لإرادة الله. في النهاية ذهب المجتمع الألماني إلى حياته وزمنه الطبيعي، وبقي المتطرفون مجرد قصة مضحكة. كان هذا في العام 1888.
• في العام 2010 نشر نادي السيارات الأوروبي ACE دراسة تؤكد أن النساء يقدن السيارات بسرعة أقل وحرص أكبر، ومع أنهن يتناولن مهدئات أكثر من الرجل، إلا أنهن نادراً ما يتشاجرن، أو يرتكبن المخالفات، أو يقعن في الحوادث، وهن أقل استهلاكاً للبنزين. ذكرت الدراسة أيضاً أنه بينما ينظر الرجل للسيارة كزوجة، فإن معظم النساء ينظرن إلى السيارة كجهاز ووسيلة تنقل فقط، كما أن نسبة 10% من النساء يتطابق مزاجهن عند شراء السيارات مع ذوق الرجال، وهذه فئة النساء المستقلات اقتصادياً، تعبيراً عن كفاءتهن واستقلاليتهن.