ما زال التنافس قائما بكل لياقته بين القديم والجديد، بين سبورة وزارة التربية وآيباد المعلم والتلميذ. وحتى إشعار آخر يظل الوضع قائما طالما أن المنهج التعليمي القديم ساري التنفيذ في مدارس وزارة التربية كافة بقطاعيها الخاص والعام.
أهمية التربية والتعليم في إعداد أجيال واعدة محبة لأساليب التعلم المتطور لا يخفى على أحد كبارا وصغارا، حتى إن الأطفال في مراحل الروضة يحملون معهم الآي باد في حقائبهم؛ لأنه يقدم لهم اللغة التي يجيدونها، لذا تعد ضرورة مواكبة تكنولوجيا المعلومات من ضرورات مواكبة العصر الرقمي ولا خيار آخر.
المعلم المتفائل الذي انطلق إلى مديره يستأذنه في العمل من خلال الآي باد الخاص به موضحا أن لديه الكثير من البرامج المفيدة ليرد عليه مديره: "خلك على السبورة واتركك من هالخرابيط" لن يكون الأول ولا الأخير الذي سيجد نفسه مضطرا للعودة إلى السبورة. والطفلة التي ترفض كل يوم الذهاب إلى مدرستها؛ لأن الدراسة هناك مملة، ولا تقدم لها التشويق الكافي، ليست هي الطفلة الوحيدة التي أصبحت المدرسة بالنسبة لها مكانا خانقا. الطالب الذي راح يحكي لأسرته وهو يضحك طويلا عن كتاب دروس الحاسب الآلي التي تقدم لهم في المرحلة المتوسطة تعريف بأجزاء الكمبيوتر – القديم ذو الهارديسك المنفصل – لن يكون الطالب الوحيد الذي لا تروقه مدرسته ولا تناسب متغيرات عصره وتفكيره، وهو الذي يحمل جهازه المحمول الذي يعمل باللمس وفي أوقات بالترددات الصوتية للأوامر.
وزارة التربية والتعليم هي وحدها من تستطيع الإجابة عن كل الأسئلة. إن كنا نمر بأزمة معرفة، أو أزمة إمكانات، أو أزمة وعي، هي من تمتلك أن تنتشل التعليم العام من كل هذه التناقضات التي إن مررها الجيل الحالي فلن يتقبلها ولن يمررها جيل قادم خلال السنوات الخمس القادمة في أقل تقدير. إذ تعلم وزارة التربية والتعليم حجم التسارع التكنولوجي والرقمي الذي طال العملية التعليمية في جوهرها. فهي الآن في مواجهة تحد كبير، التنافس فيه على أشده بين الورقي والنظري وبين التقني والرقمي.
بقي أن أشير إلى أن قطاع التعليم الإلكتروني في المملكة وصل إلى 125 مليون دولار، ومن المتوقع أن يحقق نموا سنويا قدره 33% ودليل ذلك الارتفاع الذي حصل في المخصصات التي تم توجيهها إلى التعليم الإلكتروني، إذ ارتفعت هذه المخصصات في الأعوام الأخيرة من 96.7 مليار ريال إلى 105 مليارات ريال. كل ما نتطلع إليه هو الأخذ بعين الاعتبار والجدية لسبورة المدرسة وآيباد المعلم. ولكل المخصصات ذات الأرقام الفلكية التي خصصت للتعليم الإلكتروني.