ضرب العنف بقوة في عدة أرجاء من العراق أمس، مما أدى إلى وقوع مئات القتلى والجرحى، ففي منطقة الأعلام جنوب غربي العاصمة أسفر انفجار سيارة مفخخة عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 16 آخرين. فيما أدى انفجار سيارة ثانية بالقرب من سوق شعبية في ذات المنطقة إلى مقتل 4 مدنيين وإصابة 21 شخصا بجراح. ووقع أقوى الانفجارات بشارع الإطفاء في منطقة جسر ديالى القديم جنوب شرقي العاصمة، وأدى إلى مقتل 36 مدنيا وجرح 28 آخرين. كما أدت انفجارات أخرى في مناطق الشعلة والكمالية والزعفرانية والكاظمية إلى سقوط 28 قتيلا و110 جرحى. إلى ذلك لقي 24 شرطيا مصرعهم في هجمات متفرقة وعملية تحرير مختطفين في مناطق مختلفة من محافظة الأنبار وقالت مصادر أمنية وطبية إن 8 من الشرطة قتلوا في هجوم على مقر لهم في حديثة، كما قتل 4 في هجوم مماثل في راوة شمال غرب بغداد، إضافة إلى 12 شرطيا مختطفا خلال عملية فاشلة لتحريرهم قرب الرمادي. من جانبها أعلنت مصادر أمنية أن الجهات المختصة تمكنت من تفكيك 3 سيارات ملغمة في مناطق الصدر والطالبية شرقا وفي قضاء المحمودية جنوبا، بعد أن تم قتل الانتحاريين الذين كانوا يقودون السيارات الملغمة من قبل عناصر الأمن.

يشار إلى أن معدلات العنف بدأت تتصاعد خلال الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى سقوط أكثر من ألفي شخص بين قتيل وجريح، وكانت حصة بغداد الأكبر بين محافظات البلاد. وعلى خلفية هذا التراجع الخطير دعت القائمة العراقية بزعامة إياد علوي عبر بيان الكتل السياسية إلى حضور الجلسة الطارئة التي دعا لها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي لمناقشة أسباب الانهيار الأمني في العراق، وطالبت ائتلاف دولة القانون بالتوقف عن مقاطعة جلسات المجلس، وحملت المتغيبين عن الجلسة مسؤولية استمرار نزيف الدم والمشاركة في "إفلات المتورطين من العقاب".

إلى ذلك طالب شيوخ ووجهاء عشائر في محافظة الأنبار، الحكومة بإلغاء تكوين قوات الصحوة الجديدة، وقال شيخ عشائر الملاحمة وعد الجاسم "نطالب نحن شيوخ ووجهاء العشائر بإلغاء الميليشيات الجديدة التي شكلتها الحكومة باسم الصحوة، وهذا الأمر مصيري بالنسبة لنا، فقد اختلطت علينا الأمور ولا نعرف من الذي يقتل والذي يذبح ولم نعد نفرق بين الصحوة والميليشيا". وكانت الحكومة قد كلفت وسام الحردان بقيادة القوات الجديدة بعد إبعاد الشيخ أحمد أبو ريشة، وكلفته بمهام وصفت بأنها تستهدف المعتصمين.