يعتزم رئيسا دولتي السودان عمر البشير وسلفا كير عقد لقاء قمة بينهما الجمعة المقبلة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على هامش انعقاد الدورة الحادية والعشرين لقمة الاتحاد الأفريقي. وأفادت مصادر رفضت الكشف عن اسمها أن الزيارة ستخصص لمناقشة عملية السلام بين الدولتين وبحث الاتهامات الأخيرة المتبادلة بينهما. وقالت إن وزير الخارجية علي أحمد كرتي نقل رسالة واضحة من البشير إلى سلفا كير تفيد بوجود معلومات موثوقة حول تحركات لمجموعات مسلحة في جنوب كردفان تنوي عبور الأراضي الجنوبية وهي مزودة بأسلحة ثقيلة، وأن هذه التحركات تشكل تهديدا لأمن السودان واستقراره. وتابعت أن الخرطوم لديها أدلة على أن جوبا توفر الدعم العسكري للمتمردين الشماليين. كما أبلغه هاتفياً بوجود مسؤولين في بعض مراكز صنع القرار في جوبا يعملون على إعادة التدهور في علاقات البلدين، وأن الخرطوم تضع يدها على مستندات قوية لا تقبل الشك تؤيد هذه الاتهامات، وطالبه بحسم هذه الجيوب المنفلتة بصورة نهائية. وكان سلفا كير قد أرجأ زيارة كان يعتزم القيام بها للخرطوم، إلا أن وزير إعلامه برنابا بنجامين أكد أن الزيارة قائمة وستنفذ خلال الشهر الحالي. وكانت الخرطوم قد اتهمت جوبا رسمياً بدعم الهجوم الواسع الذي نفَّذه متمردو دارفور على مناطق بولايات كردفان. وقال المتحدث باسم الحزب الحاكم في السودان ياسر يوسف إن بلاده أحجمت عن التقدم بشكوى دولية ضد دولة الجنوب رغم ثبوت الأدلة باستمرار دعمها للمتمردين، مشيراً إلى أن ذلك يعبر عن الحرص على إنجاز اتفاق التعاون المشترك بين البلدين، وأعرب عن أمله في أن يعمل سلفا كير على وقف الدعم والقيام بفك ارتباط حقيقي مع المتمردين. وأضاف "الموقف القديم الذي قلناه وما زلنا نكرره ونؤكد عليه هو أن الالتزام بالجانب الأمني مهم قبل تنفيذ الاتفاق، ونحن نعمل عبر التحركات الأخيرة على إيجاد آليات حقيقية لوقف استمرار هذا الدعم من قبل الجنوب لهؤلاء المتمردين بما يتيح المضي قدما في إنفاذ الاتفاق المشترك بين البلدين".