من مزايا ديننا الحنيف أن خصّ الله تعالى يوم الجمعة بالقداسة والطهر، وجعله فرصة لعباده المؤمنين للاجتماع على طاعته والاستماع لخطبتين وعظيتين دعويتين تحثانهم على فعل الخيرات واجتناب المنكرات، وتشوقانهم لمكارم الأخلاق وتأمرانهم بالمعروف وتنهيانهم عن المنكر.. ينصرفون بنفوس راضية مرضية فرحين بما نالوه من النفحات الروحانية والدعوات الصالحات التي جاد بها إمامهم بنهاية الخطاب.
المطلوب من إمام المسجد كذلك تناول ما يهم المجتمع بحياته اليومية ومستجدات الأحداث الاجتماعية للتحبيب فيما هو نافع والتحذير مما هو ضار.
أما التطرق للأمور السياسية أو ما يدعو للتفرقة والتشرذم وشق عصا الطاعة والشذوذ عن الجماعة والتهييج والإثارة فهذا هو المحذور؛ لأن فيه إيقاظا للفتنة وجلب المصائب وزعزعة الأمن وإيغار الصدور والتغرير بشبابنا وإقحامهم بموارد التهلكة وحثهم على الذهاب للخارج بحجة الجهاد الذي لا يمكن إعلانه للعامة إلا بموافقة ولي الأمر.
الأئمة المختبرون من وزارة الشؤون الإسلامية الموثوق بأمانتهم وحرصهم على الصالح العام ليست فيهم المشكلة.. وإنما هي في أنصاف المتعلمين الذين اقتصر وعيهم على إطالة اللحية وتقصير الثوب أو الحزبيين والمرضى النفسيين وأصحاب النظرة السوداوية والمتشددين الذين تجب مراقبتهم من كل مواطن مخلص لدينه وسلامة وطنه.. إذ ينبغي من الجميع أن يكونوا يداً واحدة ضد من يريد بالأمة شراً.. فالكلمة سلاح خطير وهي على منبر الجمعة أشد وقعاً وأكثر إيلاماً.. فلنخرس ألسنة السوء ونضع حداً للبلبلة وتشويش أذهان الناس.