أصدر معهد دراسات الحرب الأميركي بالتعاون مع معهد "أميركان إنتبرايز أنستيتيوت" دراسة تحت عنوان الاستراتيجية الإيرانية في سورية تبحث أجندة طهران من وراء دعم بشار الأسد بصورة مباشرة وعن طريق حزب الله. وجاءت الدراسة في توقيت انتشرت فيه في واشنطن الآراء التي تشير لعمق التورط الإيراني في دعم الأسد إلى حد رصد عشرات نقاط التفتيش في الطرق المفضية لدمشق يديرها أعضاء بالحرس الثوري الإيراني دون تواجد لأي عنصر عربي.

وقالت الدراسة إن جهود طهران للإبقاء على الأسد تترافق مع جهود موازية ومكثفة للحفاظ على المصالح الإيرانية بسورية في حالة سقوطه، حتى لو اقتضى الأمر تقسيم البلاد. وتابع المركزان البحثيان القول "إن طهران بتكثيف تواجدها بسورية في هذه المرحلة تهدف لفرض شروط تتصل بحماية مصالحها خلال التفاوض حول مستقبل النظام إذا ما أرغم الأسد على الرحيل".

وتابعت "قوات الأمن والمخابرات الإيرانية تقدم المشورة العسكرية لقوات الأسد للحفاظ على قبضته على السلطة. وتطورت تلك الجهود إلى إرسال بعثات تدريبية يشارك فيها الحرس الثوري والقوات البرية للجيش، وفيلق القدس، والأجهزة الاستخبارية، بل والشرطة الإيرانية. ونشر قوات من الحرس الثوري في نزاعات خارجية هو توسع واضح في رغبة إيران في ممارسة قوتها العسكرية خارج حدودها".

وأشارت الدراسة إلى رصد عدة طرق لإمداد قوات الأسد بالأسلحة والمعدات والذخائر من طهران عبر بغداد جوا، وأن طهران تفضل تلك الطرق على الإمداد المباشر عبر البحر. وأضافت "ولهذا السبب فإن مسار الإمدادات من إيران لسورية يعد نقطة ضعف في استراتيجية إمداد نظام الأسد". وألمحت إلى أن "إيران لن تتمكن من الإبقاء على طرق الإمدادات هذه إذا ما كانت هناك منطقة عازلة يحظر فيها الطيران أو إذا تمكن الثوار من الاستيلاء على المطارات السورية التي تهبط بها طائرات الإمدادات".

وأوضحت الدراسة أن إيران تدرب قوات الشبيحة وتجند عشرات منها للعمل بأجهزة المخابرات الإيرانية مما سيؤدي إلى تزايد اعتماد تلك الميليشيات على طهران على نحو يضمن للإيرانيين موطأ قدم بسورية في حالة خرج الأسد وأعوانه بدمشق والمنطقة الساحلية في الشمال الغربي.

وأضافت "أن حزب الله يلعب دورا متزايدا وأكثر مباشرة في سورية مع اتضاح أن الأسد يفقد السيطرة على مناطق متزايدة من البلاد في 2012. وأمد الحزب نظام الأسد بوحدات مدربة ومجهزة على نحو يتسق مع الاستراتيجية الإيرانية كما أعلن حسن نصر الله في طهران في أبريل الماضي".

وفي السياق، لم يستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس احتمال أن تشن إسرائيل المزيد من الغارات داخل سورية، وتعهد بالتحرك لمنع وصول أي أسلحة لحزب الله أو غيره من الجماعات المسلحة.

وفي تصريحات أدلى بها خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة لم يذكر نتنياهو هذه الهجمات مباشرة.