يسطع في سماء المملكة نجم "الذنب اللغز" الذي يتميز بسهوله رؤيته بالعين المجردة حتى مع وجود القمر في السماء من داخل المدن الملوثة ضوئيا، على الرغم من يعد أنه أحد أكثر النجوم البعيدة جدا في أعماق الفضاء بمسافة قدَرت في التسعينات بـ 3230 سنة ضوئية عن الأرض، وهو ثالث نجوم مثلث الصيف "النسر الواقع" والطير" والتي تتميز بتكوينها مثلثا ضخما لامعا في السماء يمكن رؤيته بالعين المجردة من بعد غروب الشمس وحتى شروق شمس اليوم الثاني طول فترة فصل الصيف.
وأوضح رئيس جمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أنه يمكن رصد "الذنب اللغز" اليوم قبل منتصف الليل فوق الأفق الشمالي الشرقي، فيما يشرق كل يوم مبكرا عن اليوم السابق بأربعة دقائق نتيجة تقدم الأرض في مسارها حول الشمس ومع حلول الصيف يرصد بعد غروب الشمس، فيما وضعت القياسات المبدئية المسافة بين الأرض والنجم بحوالي 1425 سنه ضوئية إلى ما يزيد عن 7 ألاف سنة ضوئية.
وبين أبو زاهرة أن أفضل القياسات تمت في التسعينات من القرن الماضي، حيث أظهرت بأن المسافة الفاصلة تقدر بـ 3230 سنه ضوئية في حين أن بيانات أخرى تشير إلى أنها تزيد قليلا عن 1400 سنه ضوئية، وأيا كان بعد النجم الذنب فهو واحد من ابعد النجوم التي يمكن للعين البشرية يمكن أن تراها، وهو من البعد حيث أن الضوء الصادر منه والواصل إلى الأرض بدأ رحلته منذ أكثر من 1000 سنه ماضية بمعنى أننا نرى ماضي النجم في حاضرنا.
وأشار إلى أنه يمكن تحديد المسافة بين نظامنا الشمسي والنجوم بشكل دقيق من خلال طريقة تسمى "اختلاف المنظر حساب المثلثات" ، حيث يتم رصد النجم وبعد ستة أشهر يتم رصده من مجددا وبحساب الإزاحة التي أحدثها النجم بالنسبة للراصد على سطح الأرض يتم تحديد بعده. وهذه القياسات للمسافات النجمية يمكن فقط تطبيقها للنجوم القريبة، ولكن نجم الذنب بعيد جدا حتى يتم قياسه بهذه الطريقة.
وفي سياق متصل أوضحت الجمعية أن الراصدين لسماء المملكة سيتمكنون عقب غروب شمس اليوم السبت سيتمكنون من رؤية القمر في طور التربيع الأول بالقرب من نجم قلب الأسد بلونه الأبيض المزرق، وهو في طريقة إلى النجم السماك الأعزل وبعد ذلك إلى كوكب زحل في وقت لاحق من الشهر الحالي.
كما يمكن رصد المع وثاني ألمع كواكب في السماء الزهرة والمشتري على التوالي فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس، وعلى الرغم من أن الزهرة المع كوكب غير انه بسبب انخفاضه حاليا نحو الأفق وقربة من موقع غروب الشمس لن يكون من السهل رصده ، غير أن المشتري سيكون من السهل رؤيته بسبب ارتفاعه عاليا في السماء، ومن خلال رسم خط وهمي عبر المشتري باتجاه الأفق يمكن تحديد موقع الزهرة كما يمكن الاستعانة بالمنظار الثنائي العينية.
ونوه أبو زاهرة إلى أنه يمكن العثور على ثالث ألمع كوكب في سماء الليل "زحل" في الأفق الجنوبي الشرقي بعد حلول الظلام، وليس بعيدا عن نجم السماك الأعزل، وكليهما يرصدان طوال الليل، ويصلان إلى أعلى نقطة في السماء ما قبل منتصف الليل. ويمكن التفريق بين الجرمين من خلال اللون الظاهري، ففي حين أن السماك الأعزل يشع بلون ابيض مزرق، فإن كوكب زحل يظهر بلون ذهبي، وإذا كانت هناك صعوبة في تحديد الاختلاف اللون بالعين المجردة، يمكن استخدام المنظار الثنائي العينية.