سواء كان ترتيبك الأول أو كنت تصارع الهبوط، فإن أسهل خسارة يمكنك تبريرها (رغم تكرارها كل عام)، هي خسارتك من الهلال الذي يمثل غيابه عن الصفوف الأولى، حدثا نادرا، حيث يجتمع الفرحون بخسارته أكثر من اجتماعهم فرحا لتحقيق غيره لبطولة، حتى بات خروجه الآسيوي حدثا سنويا ينتظره الكثيرون ليحتفلوا خلاله بتنفسهم هواء إراحة الضمير تجاه تقصيرهم في حق أنديتهم، وعلى رغم أنه لا يخرج وحيدا، إلا أنه يتفرد بالشماتة كتفرده في صدارة جدول الأبطال في بلاده.

أما خسارته في أي بطولة محلية، فهي تمثل حدثا يستوجب الاحتفاء لتبرير مشاعر داخلية تسكن خيالات اللاوعي لدى بعض مشجعي خصومه، وتدفعهم لزيادة حفلات العشاء التي تتسبب في إحيائها هذه الظاهرة النادرة الحدوث.

إن أسهل مباراة يمكن للفاشلين تبريرها (أيا كان ترتيبهم)، هي مباراة الهلال، حيث تهمة التحكيم واللجنة ودعم المكتب والكاميرا وحتى المعلق والأرضية.

فموضة (هلال اللجان) باتت قديمة للدرجة التي لا أعرف تاريخا محددا لنشأتها، وربما كانت تتقبلها العقول قبل زمن الإنترنت واللقطات التي تكرر عشرات المرات من كل الزوايا، أو أيام تفرد الهلال بدعم الإعلام الورقي المبالغ فيه، أما اليوم وقد بات لا يصنف الأول إعلاميا وبتنا نشاهد الأخطاء تتنقل من هنا إلى هناك داعمة هذا وذاك، فمن السفه أن يستمر ترديد مثل هذا الكلام، ونلصق كل فشل ولو كان عدم ضم لاعب للمنتخب، بفريق الهلال.

اعلم عزيزي غير الهلالي، بأنك لن تتقدم حتى تتخفف من حِمْل العقدة الزرقاء، وأنه يجب عليك مصارحة نفسك بأن الجميع اليوم مثل الهلال يستفيدون ويتأثرون سلبا وإيجابا بقرارات الحكام واللجان، وأن جيران الأزرق باتوا الأقوى إعلاميا وإداريا، يسيطرون على مفاصل الإعلام الورقي والإلكتروني والمرئي أكثر منه، وإن حظي الهلال بشيء من الانحياز فهو (كغيره) من أندية الحضور الجماهيري والإعلامي التي استفادت من تخبطات لجان لم تمنع الناجحين وآخرهم الفتح، من اعتلاء صدارة الترتيب.