لم يمض أكثر من 24 ساعة على نشر "الوطن" تقريراً عن قيام بلدية الأرطاوية بتفريغ مياه صرفها الصحي في الموقع الكائن على مقربة من سد الأرطاوية، وتخوّف الأهالي من شبح تسرب المياه الملوثة إلى ذلك السد، حتى قامت البلدية صباح اليوم التالي بإشعال النيران في الموقع المحاط بالحشائش وإحراقه بشكل اعتبره البعض تصرفاا عشوائيا قد ينعكس على صحة المواطنين جراء تنفسهم للدخان المنبعث، نظراً لقرب المدينة من موقع المكب.
ولم يقتصر قيام البلدية بإشعال النيران وإحراق تلك المنطقة بدل طمرها بالتراب أو نقلها إلى موقع آخر بواسطة الشاحنات، بل قامت بإغلاق الطريق المؤدي إليه بالجرافات ووضع كميات من الترب والأحجار الكبيرة لإعاقة كل من يحاول الوصول إليه، وهي الخطوة التي وصفها البعض محاولة لرمي تهمة استخدام المكب من قبل آخرين والتنصل من المسؤولية، رغم أن البلدية ظلت تستخدم ذلك الموقع لسنوات عديدة.
ولم تنجح عملية إحراق المكب المليء بالشجيرات والحشائش من إزالته بالكامل، نظراً إلى أن بعض تلك الأشجار لا تزال خضراء فيما بقيت مياه الصرف الصحي راكدة في الوسط، ونتج عن عملية الحرق أيضاً تلوث الهواء بالدخان غير الصحي، خصوصاً أن المكب يقع بالقرب من المدينة، وفي الجهة الغربية مما يجعل الرياح تدفع الدخان إلى جهة المدينة التي تقع من موقع الصرف على بعد سبعة كلم.
وكان رئيس بلدية الأرطاوية المهندس فهد منير الحربي قد نفى لـ"الوطن" استمرار البلدية في استخدام الموقع كمكب للنفايات والصرف الصحي، وقال "الموقع تم نقله منذ نحو ثلاثة أشهر ولكن هناك من يقوم باستخدامه من قبل أفراد قادمين من الزلفي"، إلا أن بعض المواطنين شككوا بصحة تصريحات البلدية، نظرا لبعد مدينة الزلفي عن الأرطاوية بنحو 60 كم.
في الوقت نفسه، وصف رئيس مركز الأرطاوية الشيخ مسير بن سلطان الدويش في تصريح سابق لـ "الوطن" تلك الحادثة بأنها كارثة وأنه سبق أن نبه بلدية الأرطاوية العام الماضي بخطاب رسمي من خطر استخدام الموقع في تصريف النفايات ومياه الصرف.
وكان عدد من المواطنون اتهموا بلدية الأرطاوية باستخدامها الموقع مكباً للصرف الصحي، محذرين من قرب وقوع كارثة بيئية بسبب اختلاط مياه الصرف الصحي التابع لبلدية الأرطاوية بمياه السد، وطالبوا الجهات المسؤولة بالتحقيق في الأمر والقيام بتحليل مياه السد ومياه الأودية والشعاب القريبة منها، بالإضافة إلى جميع آبار تلك المنطقة ومحطات التحلية كيميائيا وجرثوميا للتحقق من خلوها من أي بكتيريا ربما تنتج عن ذلك الاختلاط.
وكانت محطة تنقية المياه بمحافظة المجمعة قد كشفت في تقارير لها قبل نحو عام إصابة مياه عدد من مدارس الأرطاوية بالتلوث ببكتيريا القولون البرازية بلغ نحو 20 مدرسة بنين جميعها تقع بقطاع الأرطاوية التابع لمحافظة المجمعة.