لست فلكياً، ولو أردت ممارسة هذا الدور فلا أعتقد أن هناك مشكلة.. طالما من حق أي شخص أن يتحدث عن الطقس وتغير الأجواء دون محاسبة.. ادمج توقعاتك في عبارة ضبابية "رياح شمالية شرقية مثيرة للأتربة بسبب كتلة هوائية قادمة من غرب وجنوب غرب المملكة"، ولن يخرج أحد للتكذيب أو التشكيك في معلوماتك. هي مجرد توقعات كالتي نسمعها قبل مباريات الأهلي والاتحاد.. إن صدقت أصبحت البطل الهمام.. وإن كذبت فلم يكن من الأساس مطلوباً منك أن تكون صادقاً. في أمور الطقس.. إن لم تتحدث لن يحاسبك أحد.. وإن تحدثت لن يسأل عنك أحد.. وإن اختفيت من المشهد لن يفتقدك أحد!
قبل سنتين وبعد موجة غبار فاجأت الناس وأربكت المستشفيات؛ طالبت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تطور من وسائل تواصلها مع الجمهور؛ استناداً على أن فاعلية الجهاز وقيمته الحقيقية بالنسبة للناس، قائمة على الاتصال والتواصل. فما الذي يمنع الرئاسة من تخصيص قناة إخبارية أو جوال إخباري مجاني يصل بالمعلومة لكل الناس.. ويدحض أكاذيب بعض الفلكيين ويرد على هذه الرسائل والأخبار مجهولة المصدر التي تحذرنا - هذه الأيام مثلاً - من شتاء لم تشهده منطقتنا منذ 100 عام؟!
كما قلت في السطر الأول لست فلكياً، لكن يبدو أن الشتاء سيكون مختلفاً هذه السنة بشهادة الكثير، فالأجواء مالت نحو الاعتدال سريعاً في سواحل الخليج العربي في غير موعدها. غايتي من المقال اليوم هي السؤال عن البرامج الإغاثية الخاصة بالشتاء التي تنفذها الجمعيات الخيرية .. الحركة بعد حلول البرد والصقيع عديمة الفاعلية غالباً.. الأنسب هو الحركة الآن وتزويد الفقراء والأيتام باحتياجاتهم.
الفلكيون لا يوجد من يحاسبهم، وبالتالي يطلقون ما يشاؤون من تصريحات.. لكن الجمعيات الخيرية هناك جهة تشرف عليها وتحاسبها، وهناك أيضاً متبرعون يستطيعون إيقاف تبرعاتهم لها. أيهما أجدى ونحن نرى الضرر؛ الاعتماد على جمعيات بطيئة الحركة، أم العودة للعمل الخيري الفردي؟