في الوقت الذي تشكو فيه الأسواق داخل المملكة من المنتجات الصناعية التحويلية الرديئة المستوردة من الخارج، طالب مهتمون ورجال أعمال وصناعيون بتسريع عجلة الصناعات التحويلية في المملكة وأن تكون المنتجات النهائية ذات جودة عالية تفوق مستوى جودة المستورد؛ حتى يتم إنقاذ السوق والمستهلكين من الصناعات الرديئة، التي تسيطر على الأسواق، لأنه لا توجد صناعة محلية بديلة لها.
وطالب مستثمرون صناعيون في الجبيل بالجدية في الاتجاه للصناعات التحويلية، التي تعد جزءا أساسيا من أي اقتصاد وطني ومصدرا جديدا لتنويع الدخل، مشيرين إلى مؤتمرات ومنتديات تعقد بشكل دوري تهتم بالصناعات التحويلية، إلا أنه ما زال هناك تقصير من الشركات الصناعية في الاتجاه لهذا النوع من الصناعات، التي ستقلل من استيراد المنتجات التحويلية القادمة من الأسواق العالمية، حيث إن الدورة الصناعية ستكون كاملة من المادة الخام إلى المنتج النهائي.
وأكد المستثمر موسى الشهراني وجود بطء كبير في التوجه للصناعات التحويلية؛ في وقت تفرض فيه الصناعات التحويلية نفسها على خارطة العالم الصناعية، فيما تقوم الصناعة الأساسية المحلية بتغذية الصناعات التحولية في الخارج، والتي تقوم بعملية التصنيع وبالتالي إعادتها في منتجات نهائية للسوق السعودية.
وبين أنه من الضروري أن تكون "استفادتنا قبل غيرنا من المواد الخام، وأن نسخرها لصالح صناعاتنا ومجتمعاتنا، ولكن هناك للأسف قصورا في هذا التوجه".
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس رجال الأعمال بالجبيل عبدالله المسحل: "للأسف أسواقنا مغرقة بمنتجات سيئة جدا يقبل عليها المستهلك؛ لأنه لا بديل لها، وبخاصة أن هناك مواد تفقد المواصفات السليمة. وهناك على سبيل المثال تحذير من استخدام بعض الأطباق والأواني المنزلية لاحتوائها على مادة الميلامين الضارة، ولكنها تدخل للأسواق".
وأضاف: "بحسب بعض المصادر، فإن هناك توجهات حثيثة وجادة من أجل الدخول في تحالفات من قبل بعض رجال الأعمال، بعضها قد بدأ في الصناعات التحويلية"، مشيرا إلى أنه من المؤيدين لتفعيل الصناعات التحويلية، التي سوف تغني عن الاستيراد من الخارج، إذ إن المستورد يكون بأسعار مرتفعة ورديئة في الوقت نفسه، مضيفا: "كل ما نحتاج إليه هو تسريع عجلة الدخول في الصناعات التحويلية لمواجهة الصناعات الرديئة".
وأوضح المسحل أن هذه الصناعات ستعمل على تنمية الاقتصاد الوطني وتنوع مصادر الدخل، والأهم من ذلك هو خلق فرص وظيفية بالآلاف للشباب السعودي، الذي يتوجب عليه أن يخوض معترك العمل في الصناعات التحويلية في المجالات المختلفة، لافتا إلى أن منتدى الصناعات التحويلية، الذي شهدته الجبيل العام الماضي والذي تنظمه الهيئة الملكية بالجبيل، كان تظاهرة صناعية كبيرة ناقشت كل ما يتعلق بالاتجاه للصناعات التحويلية في المملكة وشهد مشاركة خبراء وباحثين ومختصين في هذا المجال وخرج بتوصيات هامة.
وتجدر الإشارة إلى أن الهيئة الملكية للجبيل وينبع تبنت فكرة الدخول في الصناعات التحويلية من خلال منتدى الصناعات التحويلية،الذي تنظمه ويمثل أهمية كبرى في تحفيز الفكر الاستثماري تجاه الصناعات التحويلية التي بدأت تمثل مرتكزاً رئيساً لسياسة المملكة الاقتصادية والصناعية ومساراً جديداً لتنويع مصادر الدخل الوطني.
وكانت الهيئة الملكية بالجبيل قد أعلنت في وقت سابق على لسان مدير عام التخطيط الإستراتيجي بالهيئة الملكية بالجبيل المهندس عبدالعزيز عطرجي، أنها تخطط وفق استراتيجية عمل تطرحها لتفعيل مبادراتها الخاصة لإحداث نقلة تنموية هائلة لقطاع الصناعات التحويلية، وذلك من خلال الاستفادة من وفرة المواد الأولية الخام واللقيم، التي تضخها المصانع الأساسية للبتروكيماويات بمدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، والتي تقدر طاقاتها الإنتاجية بأكثر من 60 مليون طن سنوياً، وكذلك تطوير سبل توظيفها لصالح تنمية الصناعات التحويلية الوطنية وتنويع منتجاتها النهائية والاستهلاكية، حيث اعتادت المصانع البتروكيماوية السعودية خلال السنوات الماضية على تصدير منتجاتها، والتي تعود للمملكة مرة أخرى ولكن كمنتج وسلعة نهائية.