يجري في الوقت الحالي بقرية جيكور في محافظة البصرة جنوب العراق تصوير مشاهد من فيلم روائي جديد عن حياة الشاعر بدر شاكر السياب. يسلط الفيلم الضوء على ريادة السياب لحركة الشعر الحر في الأدب العربي في الخمسينات.

ولد السياب عام 1926 في قرية جيكور بجنوب العراق وتوفي في ديسمبر عام 1964.

وقال مدير إنتاج الفيلم حسين سلمان "فيلم السياب يتناول المراحل التاريخية لحياة السياب لكن ليس ضمن الإطار التقليدي لمتناول الحدث وإنما هناك نوع من الحداثة في معالجة حياة السياب بشكل خاص. الفيلم ميال بشكل كبير إلى الصورة السينمائية.. إلى الصورة القادرة على التعبير عن مكونات السياب." ويتضمن الفيلم المراحل المختلفة من حياة السياب منذ طفولته.

ودخل السياب المستشفى عام 1962 مصابا بألم في الظهر واكتشف الأطباء إصابته بمرض التصلب العضلي الجانبي الناجم عن ضمور الأعصاب الحركية والخلايا العصبية والذي عانى منه حتى وفاته.

مخرج فيلم (السياب) الروائي جودي الكناني قال "لأول مرة يكون هناك أكثر من سياب. يعني السياب هو ميت أصلا لكن أكو سياب حي يحكي مأساته وأكو سياب طفل يحكي مأساة السياب الكبير وأكو سياب طفل أيضا يدفن السياب الكبير اللي هو نفسه. أكو تداخل شخصيات عديدة داخل الفيلم. فهنا أكو ترميز واستعارات كثيرة. أنا أحاول أن أقدم شيئا.. مو سيريالي السياب بقدر ما أحاول أن أحرك لغة الصورة.. لغة الصورة ذات المعنى وذات الدلالة."

و(السياب) من الأفلام السينمائية التي بدأ تصويرها في العراق في الأشهر الثلاثة الماضية بتمويل من وزارة الثقافة العراقية التي خصصت 4.7 ملايين دولار لتمويل 21 فيلما منها أفلام روائية طويلة وأفلام قصيرة ووثائقية. ودعا المخرج الحكومة إلى زيادة استثماراتها في قطاع السينما.

وقال "أنا أعتقد يجب على الدولة بشكل عام أن تفكر جديا بخلق صناعة سينما بالعراق لأن صناعة السينما ذات مردود كبير. هي جزء من مفصل أساسي من مفاصل الحياة الفكرية بالمجتمع.. ليست بضاعة تبيعها وترد لك فلوسا لكن هي أيضا منتج ينمي الإنسان. فلذلك أتمنى أن تضع الدولة ضمن اهتمامها بشكل جدي بناء سينما في العراق."

وكانت السينما بصفة رئيسة أداة دعائية لحزب البعث الذي تزعمه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي تكفل أيضا برعاية الآداب والمسرح والموسيقى،وركزت أفلام على الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988 وصورت العراق منتصرا. كما أنتج في تلك الفترة فيلم بعنوان (الأيام الطويلة) يحكي قصة حياة صدام حسين.

يشار إلى أن قصيدة "أنشودة المطر" أشهر قصائد السياب تغنى بها الفنان السعودي محمد عبده، بعد أن لحن مقاطع منها عام 1996م.