تقول إحدى المواهب الفنّية العربيّة التي قدمت مع زوج خليجي بنيّة إنتاج ألبوم لم ير الشمس، إن الشيطان نزغ بينها وبينه فتركته ليوفق الفن حنجرتها مع نوتة خليجي آخر في الحلال ثم ينزغ الشيطان (تااااني؟!) وتنفصل عنه وتقاضيه لتقصيره الفادح في الإنفاق عليها، لكن (حسرة على قلبه) فقد قيّض الله لها خليجيا ثالثا لم تتزوجه لكنّه أهداها شقة في باريس( باغي ما غيرها وش باريس نجد الله يرحم حالك) و منزلا آخر في بلدها! وقبلها قالت أخرى: إن ثرياً خليجياً أهداها يختاً، وثانياً أثّثه لها، وثالثاً في كل عيد يهديها سيارة آخر موديل!
ولأنّ (خليجنا واحد) وهذه الأخبار المبهجة تنشر عن هوامير الخليج والمواطن الخليجي يتعارك على سعر طن الحديد (من قال نتعارك؟ أقصد تملى علينا الأسعار، ويفطر وهو (يتغصّص) بسعر اللقمة التي دفع من أجلها نصف الرويتب، والنصف الآخر سيهبشه(هامور) آخر بالفواتير و ثياب العيد الذي نقضيه ونحن مهمومون بتكاليف العودة للمدارس!
(يعني إخوانا في الله الأثرياء الخلايجة) ما دام في الأخير الشقق ستتوزع لماذا مصصتم دماءنا و أغرقتمونا بالديون والأقساط و نحرتمونا على (صفاة) الأسهم؟!
يا أخي الهامور تظل مشغولا بجمع الملايين، لاهثا خلف الأرقام القياسية، مأخوذا بتصاعد الأرصدة و نمو الممتلكات، و تمرّ قوافل تجارتك بعجلاتها الضخمة داهسة الكثير من المعسرين و الكثير من القيم و المثل، وعينك لا يشغلها إلا شاشة البنك ورقم الرصيد، لكن تذكر أن وراءك يوما ثقيلا، يشخص فيه بصرك وتفرّ من كل شيء ذاهلا عن كل شيء، و ليس في قلبك هم أكبر من رصيدك حتى تتمنى لو أنه كان صفرا لأنك ستسأل عن كل هللة فيه، من أين كسبته و فيم أنفقته؟!
فهل إجابتك التي أعددتها لذلك الموقف: كسبته من دماء المساكين و أنفقته على الشقق الباريسية و المواهب العربيّة؟!
عندها ستتمنى لو أنك ما أجرمت في رفع الأسعار وغش السلع و ستتمنى لو أنك وزعت الشقق(تشليح) على فقراء الخليج؟! وانظر كم أسرة ستستفيد و تدعو لك وأنت منهمك تسمع مواويل المواهب العربية وأحوج ما تكون لاستغفار(الولايا) والأيتام و المعسرين عنك!