في الوقت الذي قلل وزير الصحة من تحول فيروس كورونا إلى وباء، توفي أمس طفل مصاب بالفيروس (10 أعوام) في مستشفى القطيف المركزي، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 16 شخصا.
وكشفت مصادر طبية في المستشفى لـ"الوطن" أنه تم استقبال حالتين مصابتين بالفيروس بعد نقلهما من أحد مستشفيات الأحساء. وأوضحت المصادر أن الطفل توفي بعد تدهور حالته الصحية، نتيجة مضاعفات مرضية بسبب الفيروس، فيما تم نقل المصاب الآخر إلى غرفة العزل بالمستشفى.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة أمس عن تسجيل حالتي إصابة مؤكدة في المنطقة الشرقية لممارسين صحيين؛ حيث يتلقيان العلاج ويخضعان حاليا للرعاية الطبية، وارتفع بذلك عدد الحالات المسجلة إلى 30 حالة توفي منهم 16 حالة.
وكان وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة قد أكد أمس أنه لا توجد مؤشرات تدل على أن فيروس كورونا انتشر كوباء، على الرغم من اعترافه بأن الفيروس مقلق نتيجة لارتفاع حالات الإصابة به. وقال الربيعة في تصريح صحفي أمس "لا نرغب في إخافة الناس في المطارات بدون دليل علمي، ومنظمة الصحة العالمية لم تصدر بياناً حول قيود السفر ولم تضع أي احترازات.. ونحن ننطلق من أسس علمية وليس بناءً على مخاوف".
من جانبه، كشف وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش لـ"الوطن" أن الوزارة ستشرع بإغلاق أي قسم داخل أي منشأة صحية يسجل فيها إصابة بفيروس الكورونا، حفاظاً منها على سلامة المرضى لعدم انتشار الفيروس، مشيراَ إلى أن التوصيات العلمية تؤكد على سلامة إتباع هذا الإجراء.
إلى ذلك، علمت "الوطن" أن وزارة الصحة وجهت تعميما لكافة مديريات الشؤون الصحية في أخذ الحيطة والحذر للتصدى للفيروس عن طريق عمل برامج إرشادية وتوعوية للمواطنين في المجمعات التجارية وأماكن العمل والمدارس حتى يتم إطلاع الجميع على وسائل السلامة والوقاية.
عيادة عزل
إلى ذلك، استحدثت صحة الأحساء أمس عيادة "عزل" في قسم إسعاف وطوارئ مستشفى الجبر للأنف والأذن والحنجرة والعيون في مخطط عين نجم بمدينة المبرز التابعة للأحساء، وذلك بالتزامن مع تفشي مرض فيروس "كورونا" في الأحساء، لاستقبال حالات الاشتباه التي تصل للمستشفى للعلاج من أمراض الأنف المرتبطة بالجهاز التنفسي والالتهابات الرئوية، التي تعتبر أعراضا رئيسة للمرض.
وأكد مصدر في المستشفى أمس لـ"الوطن" أن المستشفى استقبل في وقت سابق حالة اشتباه واحدة بفيروس "كورونا"، وجرى نقله إلى مستشفى الملك فهد في الهفوف بعد التحفظ على الحالة، مبيناً أن إدارة المستشفى، في حالة استنفار قصوى لتعقيم مختلف مرافق المستشفى على مدار الساعة.
في السياق ذاته، ذكر مصدر آخر في صحة الأحساء لـ"الوطن" أن معظم مستشفيات المحافظة الحكومية والأهلية، التي تتوفر فيها غرف "عزل" للمرضى، استقبلت حالات اشتباه وإصابة بمرض فيروس "كورونا"، مؤكداً أن كل مصاب أو مشتبه في إصابته ينوم في غرفة عزل بمفرده.
توعية المدارس
وناقش مختصون بعد ظهر أمس برئاسة مدير صحة الأحساء الدكتور عبدالمحسن الملحم، مع مسؤولين في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المحافظة، الإجراءات الوقائية من فيروس "كورونا" داخل مدارس البنين والبنات في المحافظة. وذكرت مصادر أن المجتمعين، توصلوا إلى تحديد عدة إجراءات احترازية لمنع دخول الفيروس إلى المدارس، وتنفيذ برامج توعية لطلاب وطالبات المدارس.
من جانبها، أطلقت عدة مدارس في المنطقة الشرقية بمختلف المراحل والصفوف، مجموعة من البرامج التوعوية حول الفيروس مستهدفة طلابها وطالباتها عبر نشر التوعية بينهن في محاولة لتثقيف الجميع بمخاطر الإصابة بالمرض وطرق الوقاية منه.
وأوضحت المديرة بإحدى المدارس الابتدائية بالدمام فاطمة الزهراني أن المدرسة بادرت بتنفيذ برنامج تثقيفي للطالبات حول الفيروس، فيما أكدت مديرة الوحدة الصحية بإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية الدكتورة سارة الشمري، أن الفرق الطبية التابعة لإدارتها تقوم بزيارات تفقدية يومية لنشر التوعية في المدارس.
نصائح خبير
من جانبه، قال مؤسس الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية الدكتور عبدالرحمن القرشي إن هناك قلقا دوليا أن يتحول الفيروس إلى وباء يمكن أن ينتقل إلى دول كثيرة، خاصة أن هناك مؤشرات تدل على انتقاله عن طريق الهواء والعدوى المباشرة، وشدد على أهمية اتخاذ التدابير الاحترازية فيما يخص العزل الصحي واستخدام أفراد المجتمع للمطهرات، وأن تكون في متناول اليد في الدوائر والمستشفيات كافة، علاوة على لبس القناع التنفسي (الكمامة). ونصح القرشي بتغيير العادات السلوكية في التحية، مؤكدا على "عدم المصافحة باليد أو تبادل القبل وحب الخشوم".
هلع دولي
تحدث علماء عن احتمالية أن يتسبب فيروس كورونا الجديد في وباء في مرحلة ما، مما سيحدث حالة من الهلع في عدة بلدان ظهر فيها المرض، ومن ضمن هؤلاء العلماء العالم المصري علي محمد زكي الذي اكتشف الفيروس العام الماضي، وأكد أنه مرتبط بسلالة تسببت في تفشي فيروس سارز في 2003.
من جانبه، أكد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أنه تم الإبلاغ حتى الآن عن 34 حالة إصابة في جميع أنحاء العالم منذ الكشف عن الفيروس الجديد في سبتمبر 2012 م توفي منهم 18 مصابا. وأفاد أنه تم الإبلاغ عن حالات إصابة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والأردن.
ويواجه العالم حسب عدد من المختصين والباحثين مجموعة من الفيروسات الخطيرة التي تنتشر بطريقة أو بأخرى محدثة عدة وفيات وإصابات ومن بينها أنلفونزا الخنازير الذي انتشر في الصين خلال الأيام الماضية وتسبب في وفاة 35 شخصا حتى الآن، في حين ارتفع العدد الإجمالي للمصابين بالمرض إلى 130.