من المخجل أن نرصد في مجتمعنا حالات للعنصرية "المقيتة"، إذ يقسم البعض المجتمع إلى طبقتين اثنتين، إحداهما يطلق عليه بالقبيلي ويرمز له بالتيار الكهربائي الأقوى 220، بينما الطبقة الثانية هي "الخضيري"، وهي من لا ينتمي لقبيلة معروفة، ويرمز له بالتيار الكهربائي الأضعف 110 فولت!.

هكذا وبكل بساطة يصنَّف الإنسان دون تدخل منه، ودون النظر لكفاءته وإنجازاته، يصنف دون مراعاة لديننا الحنيف، الذي جاء بالمساوة بين البشر كلهم، فما بالك بشركاء الوطن!، لكن الإشكالية الكبرى أن الجميع يفصح عن إدراكه لهذا الخطأ، لكنهم لا يتخذون أي خطوة في طريق القضاء على هذه العنصرية المتوارثة، التي تجعل من البعض يقبل بزواج السعودي "القبيلي" من غير السعودية، على أن يتزوج من السعودية "الخضيرية"!

وغني عن القول، إن الحديث في هذه القضية أمسى مستهلكا، خصوصا حين الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تنهى عن هذه الممارسة، غير أن مبادرة شبابية سعودية أحدثت تغيرا في المشهد، واعتمدت فكرتها على أن الفرد يجب أن يصنف على ما ينجز هو، وليس بناء لأي بيت يولد، وأطلقت على نفسها مسمى "أنا 330"، كناية عن مجموع التيارين: 220 و110، أي أننا جميعا سعوديون بغض النظر عن أصولنا التي - بالتأكيد - لم يكن لنا فيها أي دور، والجميل أن تلكم المبادرة التي بدأت بمجرد "وسم" على "توتير"، امتدت لتصبح شعارا لتعريف الآلاف في "توتير" وأنا واحد منهم، وسببا وجيها للنقاش، ومؤخرا قمصانا ترتدى، لتزيد الوعي المجتمعي تجاه هذه الآفة الخطيرة، فالشكر أولا لمن اقتنع بالفكرة، وليس فقط كتب وغرّد.

وفي النهاية، همسة خافتة لمن يكتب في تعريفه الشخصي في توتير أنه من 330، بينما كل تغريداته تنضح بالعنصرية والفخر.. قليلا من الحياء يا 220.