سعد علي زومة
قبل ثماني سنوات، بايع الشعب السعودي خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود على السمع والطاعة، وقد بايعت قلوب الشعب مليكهم قبل ألسنتهم.. بايعوه على الوقوف صفاً واحداً مع قيادتهم لبناء دولتهم وحماية وطنهم ومقدساتهم. وقد كان لهذه السنوات ما يميزها في سباق الزمن لتحقيق كم هائل من المشروعات الاقتصادية والتعليمية والتنموية العملاقة، لتصل بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة.
تتميز تجربة المملكة، بتوفيق من الله ثم بحنكة خادم الحرمين في القيادة، بتعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً، فأصبح للمملكة وجود أوسع في المحافل الدولية، وتأثير أكبر في صناعة القرار العالمي، وتزعمها للرسالة الإسلامية والعربية في مجالات الحوار العالمي على اختلاف هيئاته ومؤسساته.
فعلى الصعيد المحلي شهدت المملكة في عهد الملك عبدالله ملك العطاء والبناء إنشاء المدن الاقتصادية، ودعم المناطق بالمدن الصناعية، إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي. كذلك تضاعفت أعداد جامعات المملكة من سبع جامعات إلى ما يقارب ثلاثين جامعة، وقد تتوج هذا الإنجاز التعليمي بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن. كما تم فتح الابتعاث الخارجي والداخلي. وقد أشاد دولة رئيس الوزارء الياباني في زيارته لجامعة الملك عبد العزيز بما تشهده المملكة بقيادة خادم الحرمين من دعم كبير للتعليم.
وفي المجال الاقتصادي كانت التوجيهات السامية نحو الإصلاح الاقتصادي وإطلاق برنامج شامل لحل الصعوبات التي تواجه الاستثمارات بالتعاون بين جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة. كما أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، للإسهام في التنمية المستدامة في المملكة باستخدام العلوم والبحوث ذات الصلة بالطاقة الذرية والمتجددة في الأغراض السلمية، والقيام بدعم ورعاية البحث والتطوير العلمي وتوطين التقنية.
وفي مجال الحوار العالمي دعا خادم الحرمين الشريفين فارس الأمن والسلام في أكثر من مناسبة إلى تعزيز الحوار بين أتباع الديانات السماوية والثقافات والحضارات الأخرى، وإلى ضرورة تعميق المعرفة بالآخر وتأسيس علاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والاعتراف بالتنوع الثقافي والحضاري، وكان له مقولته الشهيرة: "إن الأديان التي أراد بها الله عز وجل إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم".
ونحن إذ نهنئ أنفسنا بهذه المناسبة الغالية ونهنىء الشعب السعودي بها ندعو الله سبحانه وتعالى أن يديم على خادم الحرمين الشريفين الصحة والعافية، وأن يطيل في عمره ويسدد خطاه على طريق الخير والمحبة، ويحفظ لنا ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وأن يحفظ المملكة العربية السعودية وشعبها، ويديم عز هذا المملكة وعز هذه الأسرة الكريمة، وأن يزيد فيهم من الصالح.