حذر مواطنون بمحافظة المجمعة من وقوع كارثة بيئية بسبب اختلاط مياه الصرف الصحي ببلدية الأرطاوية بمياه السد، مطالبين الجهات المسؤولة وهيئة مكافحة الفساد بفتح تحقيق شامل عن ذلك وبحث معالجة أوجه القصور ومعاقبة المتسببين بأشد العقوبات الرادعة، وذلك في أحدث مشكلة يواجهها الأهالي بعد مأساة تلوث منازلهم وبعض مدارس أبنائهم ببكتيريا القولون والقولون البرازية منذ أكثر من عام.
المواطن صالح المطيري، اصطحب "الوطن" في رحلة إلى أعالي جبال الأرطاوية الغربية على طريق الزلفي، وتبين أن مياه الصرف الصحي لبلدية الأرطاوية التي كانت تصب في تلك المنطقة الجبلية التي لا تكاد تبعد عن سد الأرطاوية الجديد سوى عشرات الأمتار وأن تقارب الموقعين من بعضهما البعض لا يفصلهما سوى تل صغير تمر به مياه الصرف الصحي المتدفقة عبر جنباته إلى الأسفل عبر المنخفضات والمنعطفات بين تلك الجبال والتلال لتصل إلى قاع سد الأرطاوية الذي تتجمع في مياه الأمطار حتى تختلط معها مياه الصرف الصحي.
رئيس مركز الأرطاوية الشيخ مسير الدويش، قال في تصريح لـ"الوطن": إن تلك الحادثة تعتبر كارثة وأنه سبق أن نبه بلدية الأرطاوية في خطاب بعثه لها قبل أكثر من عام بضرورة نقل موقع الصرف الصحي للأرطاوية، إلا أن ذلك لم يتم في حينه، فيما أبلغته البلدية لاحقا بإيقاف تفريغ مياه الصرف الصحي في تلك المنطقة مؤخرا.
من جهته، نفى رئيس بلدية الأرطاوية المهندس فهد منير الحربي، في اتصال مع "الوطن"، أن تكون البلدية لا تزال تستخدم الموقع كمكب للنفايات والصرف الصحي، وقال: إنه تم نقله منذ نحو ثلاثة أشهر، إلا أن هناك من يقوم باستخدام الموقع لهذا الغرض، متهما أفرادا قادمين من الزلفي بتفريغ مياه الصرف في تلك المنطقة، وكشف عن وجود تنسيق بين البلدية والشرطة بملاحقتهم والقبض عليهم.
وأكد المهندس الحربي أن بعض الأهالي كانوا يتوقعون بأن البلدية هي من تستخدم الموقع، إلا أنه أبلغهم أن من يقوم بهذا العمل المخالف هم أفراد يأتون من مدينة الزلفي في منتصف الليل، وأن البلدية تحاول القبض عليهم بالتنسيق مع الشرطة.
إلى ذلك، شكك أحد المواطنين - تحتفظ "الوطن" باسمه - في تصريح بلدية الأرطاوية، وقال: إنه وآخرين شاهدوا صهريج البلدية تكب مياه الصرف الصحي في ذلك المكان قبل نحو شهر، في الوقت الذي طالب فيه عدد من الأهالي بالتحقيق مع المتسببين في ذلك، مبدين تخوفهم من أن ينتقل التلوث إلى أعماق آبار المواطنين القريبة من السد.
وكانت محطة تنقية المياه بمحافظة المجمعة كشفت منذ أكثر من عام إصابة مياه عدد من مدارس الأرطاوية بالتلوث منها نحو20 مدرسة ببكتيريا القولون وبكتيريا القولون البرازية، وباتت مياهها غير صالحة للاستخدام، قبل أن يلحق بها عدد من منازل المواطنين مصابة بالبكتيريا ذاتها.