أكد مصدر مطلع لـ"الوطن" أن ما تعانيه حلقات تحفيظ القرآن الكريم بالرياض من نقص لافت في أعداد المعلمين والمعلمات، عائد إلى المكافأة المنخفضة التي يتلقونها نظير التحاقهم في التدريس بتلك الحلقات، وهو ما دفع بعض الجمعيات المنتشرة في العاصمة ومحافظاتها إلى إغلاق بعض الحلقات المقامة في المساجد وتقليص أعدادها لعدم توفّر معلمين ومعلمات يقومون بتحفيظ القرآن الكريم للطلاب والطالبات الملتحقين بالحلقات.
وبيّن مصدر في جمعية تحفيظ القرآن بالرياض لـ"الوطن" أمس، أن السبب الرئيسي في إغلاق بعض الحلقات داخل المساجد هو النقص في عدد المعلمين، حيث يعزفون عن الالتحاق بحلقات التحفيظ بسبب تدني الرواتب، حيث تمنح لهم مكافأة شهريّة تبلغ 800 ريال فقط نظير عملهم لمدة ساعة في اليوم وهو مبلغ ضئيل جداً لا يوازي جهدهم في تحفيظ كتاب الله الكريم، ولا يشجعهم على الاستمرار في العمل بحلقات التحفيظ ما أوقع بعض الجمعيات الـ 28 الموزعة على محافظات ومراكز منطقة الرياض في مأزق البحث عن معلمين أكفاء يقبلون بهذه الوظيفة ما اضطر لإلغاء بعض الحلقات.
وكان رؤساء مجالس جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالرياض قد ناقشوا خلال اجتماعهم أول من أمس بمقر الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض إشكاليّة نقص المعلمين وإلغاء بعض الحلقات، واقترح رئيس جمعية رماح الشيخ مبارك بن فلاح أبو ثنين أن تتكفل وزارة الشؤون الإسلامية برواتب العاملين في الحلقات من السعوديين كما يحدث في بعض الجمعيات الخيرية الأخرى، كما طالب بالدعم السريع من الوزارة لمشاريع الجمعيات دون تأخر وتعطيل للمشاريع، في حين ألقى المدير التنفيذي للجمعية الشيخ إبراهيم الهدلق ورقة عمل بعنوان "استقطاب الطاقات العاملة في الجمعية"، مطالباً بتفريغ الكوادر البشرية المتميزة بشكل كامل أو جزئي، كما طالب نائب رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمرات الشيخ عبدالعزيز الدعيج بمنح تأشيرات لاستقدام معلمين ومعلمات أكفاء، لأن كثيرا من الحلقات أغلقت بسبب نقص المعلمين والمعلمات.