بينما أبدى عدد من مواطني أحياء "الحرة الشرقية" و"الأعمدة" و"السحمان" بالمدينة المنورة استياءهم من تسليم الأمانة حديقة عامة في طريق الملك عبد العزيز، لا يفصلها عن المسجد النبوي سوى 500 متر، لمستثمر لتحويلها إلى مطعم للوجبات السريعة، التزمت الأمانة الصمت تجاه استفسارات "الوطن" المتكررة عن خلفيات ذلك الأمر.
وعلى الرغم من إرسال "الوطن" استفسارات عدة للناطق الإعلامي لأمانة منطقة المدينة المنورة، مدير قسم الاستثمار بالأمانة، المهندس عايد حسين البليهشي، عن طريق قنوات التواصل التي سبق أن أعلنت عنها الأمانة، إلا أنه طلب إرسال الاستفسار عن طريق الفاكس، حيث تم تلبية طلبه، لكنه لم يتجاوب حتى إعداد هذا التقرير.
من جهتهم، طالب عدد من أهالي الأحياء المجاورة للحديقة الجهات المسؤولة بسرعة التدخل لإيقاف المستثمر عن إزالة الحديقة، مشيرين إلى أنها متنفس لما يزيد على 50 ألف مواطن، بالإضافة للقادمين للمسجد النبوي من مصلين وزوار.
ورصدت "الوطن" محاولات بعضهم لمنع عمليات الإزالة، من خلال اتصالهم بالدوريات الأمنية وعمليات الأمانة، إضافة لتقديم بلاغات للأمانة، وتجمع بعض أبناء الحي المطالبين بإيقاف المشروع.
وأوضح المواطنان إبراهيم المحمد، وعبد الله العنزي من سكان الحرة الشرقية المجاورة للحديقة أن سكان الحي اعترضوا عمال المستثمر بعد أن شرعوا في تسوير الحديقة بحاجز حديدي ومنع المواطنين من الدخول إليها. وأشارا إلى أن الدوريات الأمنية حررت محضرا بالواقعة، لافتين إلى أن مراقبين من الأمانة وقفوا على الموقع، ومنعوا المستثمر من إكمال بناء سور على الحديقة، لحين استكمال التحقيق في القضية. وذكرا أن وكيل المستثمر أفاد بأن الحديقة سلمت لهم من قبل الاستثمار في أمانة المدينة لإنشاء مطعم للوجبات السريعة بموجب رخصة وعقد لمدة 5 سنوات. وألمحا إلى أن الفنادق المجاورة للحديقة دخلت ضمن توسعة الحرم النبوي الشريف، وصنفت ضمن القرار السامي بإيقاف البيع ودمج العقارات وتقسيمها في المناطق الواقعة داخل نطاق مشروع توسعة المسجد النبوي حتى الطريق الدائري الأوسط، متسائلين عن كيفية تأجير الأمانة ممتلكات عامة لمستثمرين من أجل إنشاء "مطعم". وأضاف المحمد والعنزي أن الحديقة تمثل المتنفس الوحيد لسكان الحي، حيث تعتبر مقرا دائما للشباب، خاصة في رمضان، كما يجتمع فيها كثير من الأهالي، مؤكدين أن تعدي المستثمر عليها فيه ضياع لحقوق العامة.
يشار إلى أنه على الرغم من وجود حاجز حديدي حول الحديقة، ووضع الأمانة لوحة أمامها تبين ملكيتها لها، وتسليمها لمستثمر لإقامة مطعم وجبات سريعة بموجب رخصة، إلا أن عددا من المواطنين والزوار حرصوا على التواجد بداخلها خلال فترة النهار للاحتماء بظل أشجارها من أشعة الشمس، إضافة إلى عقد جلسات السمر فيها ليلا.