أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس أن الوقت قد حان ليقوم المجتمع الدولي بتحرك ضد الرئيس السوري بشار الأسد، في ظل تزايد المخاطر الأمنية التي تتعرض لها تركيا وغيرها من جيران سورية. وعبر أوغلو عن اعتقاده بأن مقاتلين موالين للأسد وراء تفجير سيارتين ملغومتين أسفرا عن مقتل أكثر من 40 شخصا في بلدة ريحانلي الحدودية أول من أمس. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من تورطوا في تفجيري ريحانلي هم من نفذوا هجوما على بلدة بانياس الساحلية السورية الأسبوع الماضي، والذي أفادت تقارير بأن مقاتلين يدعمون الأسد قتلوا خلاله 62 شخصا على الأقل. وأضاف أنه "لا علاقة للهجوم باللاجئين السوريين في تركيا. علاقته الكاملة بالنظام السوري. ويتعين أن نكون حذرين حيال الاستفزازات العرقية في تركيا ولبنان بعد مجزرة بانياس". وهدد أوغلو بأن بلاده تحتفظ بالحق في اتخاذ "كل أنواع الإجراءات"، مشيرا إلى أنه سيناقش المسألة مع رئيس الوزراء إردوغان، لكنه لا يرى حاجة إلى اجتماع طارئ لحلف شمال الأطلسي في أعقاب هذه التفجيرات.

وفيما أكد وزير الداخلية التركي معمر غولر أن جهات مرتبطة بالمخابرات السورية تقف وراء التفجيرين، اعتقلت السلطات التركية أمس تسعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بالتفجيرين. قال نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي أمس إن التسعة الذين اعتقلوا مواطنون أتراك.

في المقابل نفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أي تورط سوري في التفجير، مشددا على أنه "ليس من حق أحد أن يطلق الاتهامات جزافا". إلا أن المجلس الوطني السوري المعارض اتهم النظام بارتكاب التفجير، مستنكرا في بيان أمس جرائم عملاء النظام في الريحانية.

إلى ذلك، قتل أكثر من 80 ألف شخص نحو نصفهم من المدنيين، منذ بدء النزاع قبل أكثر من عامين، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وقال المرصد إنه "وثق سقوط 70257 شخصا منذ انطلاقة الثورة السورية" منتصف مارس 2011 وحتى أول من أمس، يضاف إليهم "أكثر من 12 ألفا من الشبيحة والمخبرين" الموالين للنظام. وأوضح أن عدد الضحايا المدنيين وصل إلى 34 ألفا و473 شخصا، بينهم 4788 طفلا دون الثامنة عشرة و3048 سيدة. ويضاف إلى القتلى 16687 مقاتلا معارضا، و16729 عنصرا من القوات النظامية. كما تشمل حصيلة المرصد 2368 قتيلا مجهولي الهوية، لكن وثق مقتلهم بالصور أو الأشرطة المصورة. وأوضح المرصد أن حصيلة الضحايا لا تشمل أكثر من 10 آلاف معتقل في السجون السورية لا يعرف مصيرهم، إضافة إلى نحو 2500 أسير من القوات النظامية لدى مقاتلي المعارضة.