وجَّهت الحكومة السودانية اتهامات مباشرة وصريحة لدولة الجنوب بدعم وإيواء المتمردين الذين يقاتلونها، وقال جهاز الأمن في بيان رسمي إن جوبا دعمت المتمردين خلال هجومهم على مدينة أم روابة بوسط السودان، كما أمدتهم عقب توقيع اتفاق التعاون بين البلدين بأعداد من سيارات الدفع الرباعي تم تسليمها مؤخراً، إضافة إلى مساعدات وأسلحة يجري التمهيد لتسليمها خلال الأيام المقبلة. كما أكد البيان وجود معسكرات تدريب في دولة الجنوب لمتمردي الجبهة الثورية التي تضم حركات دارفور المسلحة. وأن جوبا لا تزال تتولى عمليات تدريب المتمردين ونقل جرحاهم بوثائق سفر جنوبية اضطرارية لدول أفريقية أخرى، مؤكداً أنها تستخدم معسكر ديدا للنازحين بولاية الوحدة الجنوبية منفذا لعمليات الإمداد وتوصيل رواتب عناصر قطاع الشمال. ودعا البيان حكومة الجنوب إلى "الكف عن التورط في دعم المتمردين السودانيين، لأن من شأن ذلك "أن يهدِّد سير تنفيذ جميع اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين ويعيدهما إلى مربع الحرب".

في غضون ذلك قالت الأمم المتحدة الجمعة إن حوالي 40 ألف شخص فروا منذ شن متمردون هجومهم الأخير على مدينة أم روابة ومناطق أخرى بوسط السودان، وسط مؤشرات إلى استعدادهم لتنفيذ حملة جديدة. وأضافت في تقرير لها أن معظم الفارين من الاشتباكات في مناطق مختلفة في جنوب كردفان، لجؤوا للمناطق المجاورة. ونقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية توقع مفوضية العون الإنساني الحكومية وصول المزيد من الفارين في الأيام القادمة.

في سياق آخر نفى مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح عبدالله قوش كل التهم المنسوبة إليه على خلفية المشاركة في مخطط للانقلاب على السلطة الحاكمة في الخرطوم، واعتقل قوش قبل 6 أشهر إثر إعلان الأجهزة الأمنية إحباطها مخطَّطاً للإطاحة بالسلطة الحاكمة، وتم الإفراج عن عدد من المتهمين العسكريين بعد إدانتهم أمام محكمة عسكرية بعفو رئاسي، وقال محامي قوش إن المحكمة حولته من معتقل إلى متهم، وإن القضاء الآن يدرس صحيفة الادعاء، مشيراً إلى أنه تم إرجاع المتهم للسجن.