أعادت شركات صينية جديدة في مجال صناعة السيارات، الأسعار القديمة للمركبات، بترويج عربات تبدأ أسعارها من 19 ألف ريال، مما أعاد ذاكرة الكثيرين إلى حقبة السبعينات والثمانينات الميلادية، والتي كان متوسط أسعار السيارات فيها لا يتجاوز 30 ألف ريال.
وعند ذكر تلك الحقبة، لا يزال السعوديون يتذكرون أسعار السيارات التي طرحتها بعض من وكالات السيارات في ذلك الوقت وبلغ البعض منها 20 ألف ريال وهو المبلغ الذي لا يمثل ربع قيمة السيارة ذاتها في الوقت الراهن، وكانت السيارات اليابانية في ذلك الوقت الأكثر رواجا، نظرا لانخفاض أسعارها حتى بلغ البعض منها 15 ألف ريال.
وفي التسعينات بدأت تلك السيارات اليابانية في الارتفاع شيئا فشيئا حتى بلغت أرقاما قياسية وصرف النظر عنها من قبل الطبقة المتوسطة ومحدودة الدخل من السعوديين.
ويقول عصام التركي، أحد تجّار السيارات، لـ"الوطن": "لا ننسى تلك الأيام في الثمانينات وقبلها السبعينات، حيث كانت أسعار السيارات الجديدة، وخصوصا اليابانية منخفضة جدا والطلب كان متزايدا في ذلك الوقت".
وأوضح التركي أن السيارات الجديدة في عصرنا الحالي وصلت إلى أرقام فلكية، ومن الصعوبة أن يقتنيها بعض من الطبقة الكادحة، حيث إن أسعار السيارات التي كانت تقارب من 20 ألف ريال في ذلك الوقت أصبحت في وقتنا هذا تقارب 100 ألف ريال، وهو مبالغ فيه.
ومع ارتفاع أسعار السيارات اليابانية في التسعينات خرجت السيارات الكورية لتنافس بأسعارها التي وصل البعض منها إلى 25 ألف ريال، لكن لم يقتنها السعوديون بكثرة وتوجه لها أصحاب سيارات الأجرة وشركات تأجير السيارات، بعد ذلك ارتفعت أسعارها نسبيا بعد أن أقبل عليها السعوديون ونشطت حركة السوق الكورية في السيارات وطغت على اليابانية ووصلت إلى أسعار مضاعفة عن أسعارها السابقة بعد أن أصبحت ماركة مسجلة لدى الكثير من الشباب في وقتنا.
ويشير سعيد العلي، مهتم بشؤون السيارات ويعمل في إحدى وكالاتها، لـ"الوطن"، إلى أن السيارات الكورية أصبحت الأكثر مبيعا حاليا نظرا لكون أسعارها تقارب من أسعار السيارات اليابانية في منتصف الثمانينات وبداية التسعينات، لكن الإقبال الكبير من السعوديين على السيارات الكورية التي كانوا يعزفون عنها في السابق أدى إلى ارتفاع الأسعار لتصل إلى ما يقارب من 70 و80 ألف ريال بعد أن كانت في السابق 25 ألف ريال".
وفي ظل الارتفاع الكبير في أسعار السيارات الجديدة توجه البعض من المستهلكين إلى اقتناء السيارات المستعملة لعدم مقدرتهم على دفع مبالغ كبيرة ثمنا لتلك السيارات الجديدة، ولا سيما الكورية التي يرون أنها مبالغ في أسعارها بشكل كبير. ويؤكد محمد الخريجي، صاحب معرض سيارات، لـ"الوطن" أن الكثير من الشباب عزف عن اقتناء السيارات الجديدة لأسعارها المرتفعة وتوجهوا نحو السيارات المستعملة، مبينا أن الأسعار في الوقت الراهن تعتبر مرتفعة، وخصوصا السيارات الكورية بشتى أنواعها، حتى إن البعض منها تخطى 100 ألف ريال، وهو أمر غير مقبول.
ووسط تلك الارتفاعات الكبيرة في أسعار السيارات وجد البعض ضالتهم في السيارات الصينية والهندية التي اكتسحت السوق وانطلقت منذ عامين إعلاناتها في الشوارع والميادين والطرق وكافة وسائل الإعلام، معلنة عن أسعار مخفضة تبدأ من 19 ألف ريال للسيارة الجديدة، ويشير الخريجي إلى أن هناك إقبالا كبيرا من بعض الشباب على السيارات الصينية والهندية، بسبب أسعارها المخفضة، والبعض منهم لا يحبذها كونه اعتاد على السيارات الكورية واليابانية ويخشى من عدم نجاحها.
وشوهد في العامين الماضيين انشار كبير للسيارات الصينية والهندية، حيث توجه لها في البداية شركات تأجير السيارات والأجرة، ومن ثم انتقلت إلى العامة. ويؤكد مختصون في عالم السيارات أن الإنتاج الصيني والهندي من السيارات سيكون له حضور أقوى مستقبلا في حال استمر على الأسعار المخفضة.