تحولت كلمة مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل خلال رعايته افتتاح الملتقى الثاني للعلاقات العامة نيابة عن وزير التعليم العالي، إلى أشبه بالخطبة التي استغرقت نحو 15 دقيقة، ففي الوقت الذي طالب فيه الإعلاميين بأن يكونوا أكثر واقعية، أشار إلى أن من يتأمل في الإعلام والعلاقات العامة وخصوصاً في وسائلها التقليدية، المسموعة والمقروءة والمكتوبة، والإنترنت، والتواصل الاجتماعي، ليرى عجباً من صرفها وحرفها عن هدفها الحقيقي، واستغلالها لإثارة قضايا لا تمت للمجتمع بصلة، بل إنها تورث الخلاف والاختلاف والفرقة والشقاق والنزاع، في وطن ومجتمع بني على مبادئ الشريعة وأحكامها، وتمثل لحمته الوطنية مضرباً للمثل.
وخاطب أبا الخيل الإعلاميين مرتجلاً "إن الإعلامي المتميز وصاحب العلاقات المجيد، ليس ذلك الذي يجعل الخبر يلف ويدور، أو يزيد فيه بما يجعله مثيراً للقضايا والمشاكل، إنما الإعلامي الناجح هو الذي يستطيع أن يحور ويدور الخبر الإيجابي، ويجعله محلاً للقبول والثناء والاطلاع، أما اليوم فإننا نرى عجباً في مخالفة ذلك، وهو ما يجعل الناس أحياناً يتركون هذه الوسائل ولا يعيرونها اهتماماً، لأنها أصبحت تهتم بالسبق لا بالخبر وحقائقه وما يخدم المجتمع ويثري مؤسساته بالعمل الجاد البناء". وأضاف أبا الخيل أن "الإعلام والعلاقات العامة" إذا أحسن التصرف في مخرجاتها من قبل المتخصصين، كان أثرها الإيجابي على العقول والنفوس، وخصوصاً ما يتعلق بقضايا الشباب والشابات، ومؤسسات التربية والتعليم والتوجيه، فسنحصل على جيل مميز مدرك هادف، يعرف ما له وما عليه، ولا بد من وضع الضوابط والشروط، في مثل هذين التخصصين، الموجودين في كل مؤسسة وكل مجتمع".
رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور محمد الحيزان اعتبر في كلمته أن غموض التعريف للعلاقات العامة، أدى لممارسات خاطئة، وبالتالي خسرنا نشاط العلاقات العامة الصحيح، الذي يعد قوة ناعمة، يستثمرها صناع القرار في دول العالم، في إبراز الحقائق بصورة مهنية، لافتاً إلى أنه نتيجة لذلك أصبحت أجهزة العلاقات العامة في مؤسساتنا عاجزة عن إعطاء صورة حقيقة للمنشأة، بعد أن غرقت في مهام ليس من اختصاصاتها، مضيفاً أن هذا النشاط المعني أساساً بالصورة الذهنية أصبح يعيش فقراً مدقعاً فيها.. وحذر من تفريغ العلاقات العامة من روح الاتصال، مطالباً كليات الإعلام وأقسامه بالتعامل مع ذلك بجدية كاملة، وإعادة النظر فيما لديها حالياً، مؤكداً أن أكبر معاناة تشهدها إدارة العلاقات العامة في المؤسسات هي ندرة الكفاءات القادرة على ممارسة الشق الاتصالي، وأصبح ضعف وجود محررين إعلاميين قادرين على الممارسة المهنية ظاهرة تشتكي منها الإدارات والقائمون عليها.