ذكر مختص في أمراض العقم أن أفضل الطرق للحصول على أفضل النتائج في عمليات أطفال الأنابيب والحقن المجهري تتركز في 5 محاور هي البويضة، الحيوان المنوي، الجنين، بطانة الرحم، وأخيرا العامل النفسي.

وذكر استشارى أمراض النساء والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب بمركز ذرية الطبي الدكتور علي الصفيان أنه من الممكن زيادة فرص نجاح هذه العمليات بشرط التحضير المبكر قبل الإقدام على محاولة أطفال الأنابيب والحقن المجهري على الأقل بـ3 أشهر.


البويضة

وأضاف أن "عدد البويضات مهم لإعطاء فرص أكثر لاختيار الأفضل ولكن الأهم هو نوعيتها ونضوجها، وهذا يتأثر بعوامل عدة منها العمر والوزن فكلما زاد قل العدد والنوعية. وبالنسبة لحالات تكيس المبايض فإنها تزيد العدد ولكن على حساب النوعية. ومن العوامل التي تؤثر على نمو ونضوج البويضة اتباع حمية غير صحية، والتدخين واستخدام بعض الأدوية المؤثرة، ونقص الفيتامينات وخاصة فيتامين "د"، وهناك أيضا حالات البطانة المهاجرة "أندومتريوزيز" التي تضعف من عدد ونوعية البويضات وقدرتها على التلقيح.


الحيوان المنوي

وعن الأبحاث الجديدة في هذا المجال قال: "تقليديا كان التركيز على عدد الحيوانات المنوية أو حركتها أو أشكالها ولزوجتها، وتحققت نجاحات كثيرة في علاجها ولكن حديثا تركزت الأبحاث على التركيبة الجينية وخاصه مادة الحمض النووي (DNA) في نواة الحيوان المنوي، وكانت الأبحاث مذهلة فقد اكتشف الباحثون أن هناك تفسيرا لنسبة كبيرة من الحالات الغامضة مثل حالات العقم غير المفسر، أي عدم حدوث الحمل طبيعيا رغم أن جميع تحاليل الزوجين طبيعية. وحالات فشل تلقيح البويضات في عمليات أطفال الأنابيب والحقن المجهري بعد دمجهما. وكشفت الدراسات الجينية للحيوان المنوي وجود تكسر في تركيبة الحمض، وهذا يساعد على تفسير كثير من الحالات التي كانت تمثل لغزا عند كثير من المرضى ووحدات علاج العقم وأطفال الأنابيب. وهذا الاكتشاف شجع وحدات علاج العقم وأطفال الأنابيب على إضافة معمل الدراسات الجينية كجزء هام من معامل أطفال الأنابيب، ومركز ذرية لديه معمل للجينات افتتح مطلع هذا العام، ويستقبل الحالات ليس فقط من أنحاء المملكة بل من دول مجلس التعاون كمرجعية لعلاج هذه الحالات في القطاع الخاص".





الجنين

ويشرح الدكتور الصفيان عوامل اختيار الأجنة قائلا: "يتم تقييم الأجنة حسب عوامل عدة، فالجنين من الدرجة الأولى يكون شكله دائريا وليس بيضاويا، وانقسامه متناسق وليس بطيئا أو سريعا، ولا يوجد به أي تكسر في السوائل السيتوبلازما أي ماء الخلية، ولا يكون الجدار الخارجي سميكا ولا ضعيفا فقد يحتاج إلى عملية تشطيب. والجنين المميز يأتي من بويضة مميزة وحيوان منوي مميز وكفاءة ومستوى معمل أطفال الأنابيب له دور هام جدا.

لذا يتحتم اتباع قوانين الجودة العالية، والحفاظ على المعايير المطلوبة في درجة الحرارة والرطوبة في الحاضنة وخبرة أخصائي علم الأجنة، والتأكد أن المعمل حاصل على شهادة معايير الجودة العالمية".


بطانة الرحم

ويرى استشاري النساء والتوليد أن بطانة الرحم من أهم العوامل التي تحدد نسبة نجاح عملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري أو عدمه، وأهمية بطانة الرحم تكمن في أنها المخدع الذي تغرس فيه البذرة البويضة الملقحة وتتغذى منه إلى حين تطورها في الرحم من علقة إلى مضغة غير مخلقة إلى مضغة مخلقة ثم جنين، وتتأثر مباشرة بسماكة بطانة الرحم فمن النادر أن يحدث حمل عندما تكون سماكة الرحم أقل من 0,5 سم، وإذا كان هناك زوائد لحمية أو ألياف تمنع تمكن الجنين من التغذية ووصول الدم إليه، والأجسام المناعية والالتهابات داخل البطانة تزيد من رفض الجنين، وتضخم أنابيب الرحم (قناة فالوب) ووجود سوائل في تجويف الرحم تمنع من انغراسها تماما".


العامل النفسي

وحول البعد النفسي في الموضوع قال: "مرحلة العلاج منذ التفكير فيها تحمل ضغوطا على الزوجة خصوصا وعلى الزوج وعلاقتهما وعلى الأسرة ككل. والإحساس بعدم القدرة على الإنجاب بحد ذاته يحمل الكثير من الضغوط النفسية الداخلية إضافة إلى الضغوط الأسرية والاجتماعية، إضافة إلى الوضع الهرموني للمرأة جراء تناول كمية كبيرة من المنشطات التي تغير تركيبتها الجسدية والنفسية والجهد في مراحل المراجعة والانتظار للنتائج. ويؤكد الدكتور الصفيان أن أفضل النتائج هى التحضير المبكر قبل الإقدام على محاولة أطفال الأنابيب والحقن المجهري على الأقل بـ3 أشهر. ولا بد من تغيير نمط الحياة للزوجين إلى حياة صحية أفضل مثل التغذية السليمة والإقلاع عن التدخين والمحافظة على الوزن الطبيعي، والابتعاد عن الضغوط، والتركيز على الرياضة والاسترخاء، وكذلك اتباع تعليمات الأطباء الأخرى.